رغم صغر سنه، يجري الطفل الأردني حمزة المومني عمليات حسابية دقيقة ومعقدة خولته الفوز بالمركز الأول في الحساب الذهني على مستوى العالم.
فابن الـ 12 عامًا البارع في الحساب الذهني تسانده عائلته ولا سيما والدته التي تبذل جهدًا كبيرًا في صقل مهارات ابنها تعويضًا عما لم تستطع توفيره لتطوير القدرات الحسابية لأبنائها الذين يكبرون حمزة بحيث حال عدم توافر الإمكانات دون ذلك خلال صغرهم.
ويتطلب التدريب المحترف على الحساب الذهني تكليفات باهظة لم تكن تتوفر آنذاك عند عائلة المومني.
بدورها تشرح والدة الطفل حمزة أنها أولًا قرأت عن موضوع الحساب الذهني فجذب انتباهها لناحية المعلومات المهمة حول تأثيره على الأطفال، فقررت البحث عن مركز خاص يعتني بهذا الموضوع حيث سجلت ابنها.
وتضيف: "لاحظت تطور ابني بشكل متواصل.. وللأسف أن هذه المهارة غائبة بشكل عام إذ ليست متوفرة بالمدارس".
وتكمن أهمية هذه المهارة بأن نتائج تطويرها لا تقتصر فقط على التفوق في الرياضيات، بحيث يبرز دورها في تحفيز التركيز والحفظ السريع كما رفع التحصيل الأكاديمي بشكل عام.
حتى أن الطفل حمزة يشدد على أن الحساب الذهني أو الـ Mental Math ساعده على تطوير شخصيته وتقويتها، مردفًا أنها "تدعمه أكاديميًا وتجعله يستوعب المواد بشكل أكبر".
وبحالة المومني ساهم الدعم والإرادة في إبراز مواهبه وقدراته التي يتمتع بها هذا الطفل، في حين أن بعض الأطفال والشباب الآخرين ممن يمتلكون طاقات إبداعية يحتاجون إلى إمكانيات مادية في المؤسسات التعليمية لإبراز الموارد البشرية.
وينتشر عدد قليل من المراكز التعليمية المتخصصة بالحساب الذهني في الأردن، والغائب من المناهج الرسمية، ويضع القائمون على هذه المراكز برامج تعليمية يستمدونها من البرامج المعتمدة في بعض الدول الأجنبية التي تولي اهتمامًا واسعًا في هذه المهارة.
بدورها تؤكد ريم الملاح مدربة الحساب الذهني على أنه "في حال تم توظيف هذا البرنامج بطريقة فعلية بجميع المراحل الدراسية الموجودة لدينا سواء كانت مؤسسات تعليمية خاصة أو عامة تابعة للحكومة فإننا نكون في طور إنشاء جيل قائد".
يذكر أن بعض الاتفاقيات التي أجرتها مراكز الحساب الذهني مع الجهات الرسمية، سمحت بدخول بعض هؤلاء إلى مدارس التعليم الخاص فقط، في خطوة يأمل المختصون أن تتوسع لتشمل طلبة المدارس العمومية مع إيلاء اهتمام أكبر بمناهج تنمي المهارات الخاصة لدى الأطفال.