الجمعة 20 Sep / September 2024

"الوقت ينفد".. واشنطن تحض على مفاوضات نووية "مباشرة" مع إيران

"الوقت ينفد".. واشنطن تحض على مفاوضات نووية "مباشرة" مع إيران

شارك القصة

تقرير حول تعليق الجولة الثامنة من المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي في فيينا (الصورة: غيتي)
نبّه مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى أن برنامج التخصيب الإيراني أصبح "قريبًا جدًا" من إنتاج مواد انشطارية كافية لصنع سلاح نووي، على حد وصفه.

حذّر مسؤول أميركي رفيع المستوى من أن الوقت بدأ ينفد أمام المفاوضات مع إيران في شأن برنامجها النووي، داعيًا طهران إلى الموافقة على إجراء محادثات "مباشرة" مع واشنطن للمساعدة في إبرام اتفاق.

وقال المسؤول الذي أشارت إليه رويترز بأنه مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، لكنه طلب عدم كشف هويته: "إن البرنامج النووي الإيراني يقترب  من تحقيق اختراق نحو امتلاك قدرات لصنع أسلحة نووية، ما يترك مهلة أسابيع أمام المفاوضين للتوصل إلى اتفاق يجمد هذا البرنامج ويخفف من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية".

وأضاف: "أعتقد أننا وصلنا إلى النقطة التي يتعين فيها اتخاذ بعض القرارات السياسية الأكثر حساسية من قبل جميع الأطراف" المنخرطة في المفاوضات لإحياء اتفاق عام 2015 بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.

وأكد المسؤول أنه "إذا كان هدفنا التوصل إلى تفاهم بشكل سريع (..) فإن الطريقة الفضلى للقيام بذلك وفي أي مفاوضات هي أن تلتقي الأطراف الأكثر عرضة للمخاطرة بشكل مباشر"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإيران. وقال: "كانت هذه وجهة نظرنا منذ البداية: نحن مستعدون للقاء إيران في حال كانوا هم على استعداد للقائنا".

ولفت المسؤول الأميركي إلى أن برنامج التخصيب الإيراني قريب جدًا من إنتاج مواد انشطارية كافية لصنع سلاح نووي.

واعتبر أن الأمر سيكون "مؤسفًا للغاية" إذا لم يجر الطرفان محادثات مباشرة "بالنظر إلى الوقت القليل المتبقي أمامهما ومدى حساسية (..) القرارات التي يتوجب اتخاذها". 

وأوضح المسؤول أنه في حالة عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران، سيكون على واشنطن زيادة الضغوط "الاقتصادية والدبلوماسية وغير ذلك" في مواجهة برنامج إيران النووي.

تعليق الجولة الثامنة من المفاوضات

وعلّق الدبلوماسيون يوم الجمعة الفائت الجولة الثامنة من مفاوضاتهم الجارية منذ بضعة أسابيع في فيينا ليعودوا إلى عواصمهم. ولا يعني التعليق فشل المحادثات لكن المفاوضين اتفقوا على العودة إلى بلدانهم للتشاور بحسب وفد الاتحاد الأوروبي.

وقد أكد مفاوضو الدول الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان مشترك أن المحادثات وصلت إلى مرحلتها النهائية وأصبح الأمر يتطلب مساهمة سياسية.

وكتب منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا الذي يترأس المحادثات الجارية في قصر كوبورغ في العاصمة النمساوية في تغريدة: "لا بد من اتخاذ قرارات سياسية الآن".

ويعني حديث الأوروبيين والروس الحاجة إلى قرارات سياسية لدفع المفاوضات، ويعكس صعوبة تعتري الجولة الثامنة التي تعلّق مجددًا. 

وأكدت الرئاسة الفرنسية أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي صعبة لكنها أشارت إلى وجود مؤشرات تبعث على التفاؤل بالتوصل إلى نتيجة في نهاية المطاف. ولتجاوز تلك الصعوبات تشير باريس إلى ضرورة توضيح مسألة الضمانة الأميركية برفع العقوبات وسبل إعادة فرض الرقابة على البرنامج النووي الإيراني. 

في المقابل ترهن طهران نجاح المفاوضات باتخاذ واشنطن خطوات ملموسة، لكنها تعلن أن محادثات فيينا تسير بشكل إيجابي، بحسب ما أكده وزير الخارجية الإيراني في اتصال سابق مع الأمين العام للأمم المتحدة.

أمّا موسكو الحليف الأقرب إلى طهران، فيبدو موقفها أكثر انسجامًا مع الطرف الأوروبي هذه المرة، حيث يؤكد المندوب الروسي الدائم بدوره الحاجة إلى قرارات سياسية لدفع المفاوضات ويجزم أنها بلغت مرحلة متقدمة.

وبنبرة أكثر تفاؤلًا يتوقع ميخاييل أوريانوف استئناف الجولة الثامنة الأسبوع المقبل واستئناف الاتصالات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة قريبًا. ولا يستبعد المندوب الروسي التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني في فبراير المقبل.  

محادثات "عاجلة"

وأتاح الاتفاق الذي أبرم بين ايران من جهة وكل من ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا من جهة أخرى، رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. 

إلا أنّ مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديًا منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، وإعادة فرضها عقوبات قاسية.

وردّت طهران بالتراجع تدريجيًا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، لكن وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض أعاد إطلاق المفاوضات.

وقبل أسبوع أعلنت إيران للمرة الأولى أنها منفتحة على إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة التي أعربت بسرعة عن استعدادها لعقد محادثات "عاجلة". 

وقال المسؤول الأميركي الإثنين إنه لم يتم حل جميع التفاصيل الواردة في اتفاق محتمل، مضيفًا: "لكننا مستعدون لأخذ هذه الخيارات". وتابع: "بإمكاننا رؤية مسار يصل إلى اتفاق إذا تم اتخاذ هذه القرارات وفي حال القيام بذلك بسرعة". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close