الإثنين 16 Sep / September 2024

شكوك غربية ومناورات روسية.. إلى أين تسير الأزمة الأوكرانية؟

شكوك غربية ومناورات روسية.. إلى أين تسير الأزمة الأوكرانية؟

شارك القصة

قراءة ضمن "الأخيرة" حول التطورات الجارية بشأن الملف الأوكراني (الصورة: غيتي)
شدد الرئيس الأميركي والمستشار الألماني على "أهمية التنسيق بين واشنطن وبرلين بشأن الدبلوماسية وتدابير الردع وتعزيز الجناح الشرقي لحلف الأطلسي".

نشرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، مقطع فيديو يظهر قوات ومعدات عسكرية من قوة دباباتها الخاصة بالمنطقة العسكرية الغربية وهي تعود إلى قواعد انتشارها الدائمة بعد تدريبات.

وجاء نشر المقطع في وقت لا تزال فيه المخاوف الغربية كبيرة من احتمال شن روسيا عملية هجوم واسعة النطاق ضد أوكرانيا، إضافة إلى تحركات دبلوماسية للمسؤولين الغربيين لتجنب تصعيد أكبر للأزمة المتواصلة.

"انسحاب" قوات روسية

وفي التفاصيل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الدبابات والعربات المدرعة، التي أظهرها مقطع فيديو قالت إنه لقوات ومعدات عسكرية تعود إلى قواعدها من المنطقة العسكرية الغربية، ستقطع حوالي ألف كيلومتر عبر خطوط السكك الحديدية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إنّ نحو عشر قوافل من القوات الروسية غادرت شبه جزيرة القرم، الخميس، بعد استكمال التدريبات هناك. ولم تذكر الوكالة إلى أين اتجهت القوات.

وحذرت دول غربية، أمس الأربعاء، من تزايد الوجود العسكري الروسي على حدود أوكرانيا، وهو ما يتناقض مع تأكيد موسكو على الانسحاب.

تأكيد أميركي ألماني على "سيادة" أوكرانيا

من جهته، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس تناقشا بشأن الحشد العسكري الروسي قرب أوكرانيا خلال مكالمة هاتفية، أمس الأربعاء، وشددا على أهمية تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي إذا قامت موسكو بغزو.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إنّ الجانبين اتفقا على ضرورة تقييم الوضع في أوكرانيا على أنه "شديد الخطورة"، إذ لا يزال هناك خطر من مزيد من الإقدام العسكري الروسي.

أما البيت الأبيض فقد أكد في بيان أنّ بايدن وشولتس ناقشا المحادثات الأخيرة لكل منهما مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأضاف البيان الأميركي أنّ بايدن وشولتس "شددا على التزامهما بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وعلى أهمية استمرار التنسيق بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الدبلوماسية وتدابير الردع وتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي إذا أقدمت روسيا على المزيد من غزو أوكرانيا".

لقاءات دبلوماسية غربية

وفي إطار التحركات الدبلوماسية الغربية، أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ستلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن السبت المقبل.

كما ستتوجه وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراست في نهاية الأسبوع إلى كييف ثم وارسو قبل قمة مجموعة السبع في ألمانيا لتؤكد من جديد دعمها لأوكرانيا في مواجهة المخاوف من غزو روسي.

ووفق وكالة "فرانس برس"، فقد أكد المسؤول الكبير في البيت الأبيض أنّ اللقاء بين هاريس وزيلينسكي "سيشكل فرصة حقيقية لتأكيد التزامنا سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".

وتواجه أوروبا أزمة دبلوماسية وأمنية خطيرة بسبب حشد روسيا قوات على حدود أوكرانيا. وشكك الغربيون في صحة الإعلانات الأخيرة عن انسحاب وحدات روسية، مشيرين إلى أن موسكو تبقي قواتها على الحدود الأوكرانية.

إرسال قوات إلى شرق أوروبا

وفي بروكسل، يعقد قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، اليوم الخميس، اجتماعًا لبحث التصعيد مع روسيا حول الملف الأوكراني، حيث أكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أنّ الناتو قرر إرسال مزيد من القوات العسكرية إلى شرقي أوروبا.

وبمزيد من التشكيك في النوايا الروسية، افتتح ستولتنبرغ اجتماعات وزراء الدفاع لدول الحلف التي تستمر يومين في بروكسل، فالمؤشرات الروسية على سحب قوات من الحدود مع أوكرانيا "لا تزال غير مرئية" في مقر الحلف وفق الأمين العام للناتو، وهو ما يدفع الحلف للبقاء على أهبة الاستعداد لأسوأ السيناريوهات إلى جانب المسار الدبلوماسي.

كما كرر ستولتنبرغ الدعوة إلى روسيا لسحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا، مؤكدًا أنّ الحلف "لم ير حتى الآن أن روسيا قد سحبت قوات من هناك. وإن ذلك يتعارض مع ما أعلنته موسكو".

وتركز اجتماع وزراء دفاع حلف الناتو على التصعيد مع روسيا وإمكانية إنشاء نقاط انتشار أطلسية جديدة شرقي أوروبا.

التزام أميركي بالبند الخامس

من جهته، أكد الجانب الأميركي التزامه لتدعيم قدرات الحلف، حيث قال وزير الدفاع لويد أوستن إن بلاده ملتزمة بالبند الخامس من معاهدة الحلف ومبدأ الأمن المشترك، مؤكدًا أن هذا الالتزام "سيبقى كالصخرة في المرحلة المقبلة"، حسب قوله.

واتهم الناتو روسيا بتعزيز حشدها العسكري على حدود أوكرانيا بالمزيد من القوات، في حين تقول موسكو إنها تسحب القوات ومستعدة لحوار دبلوماسي.

وأضاف أمين عام حلف الناتو أنّ على روسيا ترجمة "رسالة التهدئة" وأن الحلف ينتظر إجابات عن المقترحات المكتوبة التي وجهها إلى موسكو.

ثلاثة مستويات للصراع

وفي هذا الإطار، يرى الباحث في الفلسفة السياسية رامي الخليفة العلي أن هناك ثلاثة مستويات للصراع القائم بين روسيا والغرب، يكمن المستوى الأول في المجال العسكري حيث "لا يبدو أن هناك أية تغييرات على الأرض على الرغم من تصريحات الكرملين".

ووفق العلي، الذي تحدث إلى "العربي" من باريس، فإن المستوى الثاني يتمثل في المجال الإعلامي والذي تدور رحاه في "الحرب الدعائية" بين الجانبين حيث تشير التصريحات الغربية إلى "عملية ضغط على الجانب الروسي لإحداث تغيير على أرض الواقع".

أما المستوى الثالث، فيكمن في المسار الدبلوماسي حيث لا تزال القنوات السياسية مفتوحة بين روسيا والغرب للتخفيف من حدة التصعيد في الملف الأوكراني، بحسب العلي.

ويؤكد الباحث السياسي أن التصريحات الأخيرة حول عملية الانسحاب الروسية وردود الفعل بشأنها تظهر وجود "عدم ثقة" من قبل القوى الغربية في موسكو، إضافة إلى حالة التباين التي ظهرت في المواقف الغربية بين التشكيك والترحيب بحذر بعملية سحب القوات الروسية.

ويخلص إلى أن الأزمة الأوكرانية "لا تزال في المستوى نفسه من التوتر" الذي عاشته تلك المنطقة خلال الأسابيع الماضية بين روسيا والغرب.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close