الأحد 10 نوفمبر / November 2024

واشنطن دانت مقترح الدوما.. حلف الأطلسي: لم نشهد أي انسحاب للقوات الروسية

واشنطن دانت مقترح الدوما.. حلف الأطلسي: لم نشهد أي انسحاب للقوات الروسية

شارك القصة

تقرير لـ "العربي" يلقي الضوء على تبدل الخطابين الروسي والأوروبي في ضوء تصريحات لافروف ونظيره البولندي من موسكو (الصورة: غيتي)
في مستهل محادثات تستمر يومين لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي، بدا أمينه العام ينس ستولتنبرغ غير مقتنع بأن التهديد بغزو روسي لأوكرانيا قد تراجع.

اتهم حلف شمال الأطلسي روسيا اليوم الأربعاء، بتعزيز حشدها العسكري الضخم على حدود أوكرانيا بالمزيد من القوات، في حين تقول موسكو إنها تسحب قوات ومستعدة لحوار دبلوماسي.

وبدا ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، غير مقتنع بأن التهديد بغزو روسي لأوكرانيا قد تراجع، في مستهل محادثات تستمر يومين لوزراء دفاع دول الحلف.

"لم نشهد أي انسحاب"

ففيما عبّر عن آمال حذرة إزاء نجاح الدبلوماسية، قال ستولتنبرغ: "لم نشهد أي انسحاب للقوات الروسية. وهذا يتعارض، بالطبع، مع رسالة الجهود الدبلوماسية". 

وأضاف: "ما نراه هو أنهم زادوا عدد القوات، وأن المزيد من القوات في الطريق. لذلك فحتى الآن ليس هناك تخفيف للتصعيد".

وتنخرط القوى الكبرى في واحدة من أعمق الأزمات في العلاقات بين الشرق والغرب منذ عقود، إذ تتنافس على بسط النفوذ في مرحلة ما بعد الحرب الباردة وعلى إمدادات الطاقة، في حين تريد موسكو منع أوكرانيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، من الانضمام لحلف شمال الأطلسي.

وأوضح الرئيس الأميركي جو بايدن المخاطر أمس الثلاثاء، في كلمة حذر فيها من أن أكثر من 150 ألف جندي روسي ما زالوا محتشدين قرب حدود أوكرانيا.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطعًا مصورًا، تظهر فيه دبابات ومركبات مشاة قتالية ووحدات مدفعية ذاتية الدفع وهي تغادر شبه جزيرة القرم، التي انتزعت موسكو السيطرة عليها من أوكرانيا في 2014.

وكان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قد أشار إلى أن الحديث عن أن المناورات في بيلاروسيا موجهة ضد أوكرانيا مجرد مضاربات، مردفًا بالتأكيد على "أننا سنحرك جيشنا على أراضينا كيفما نشاء".

"الروس كثيرًا ما حركوا قواتهم"

وحذر ستولتنبرغ من أن الروس كثيرًا ما حركوا قواتهم ومعداتهم العسكرية أثناء فترة الحشد. وأضاف: "حركة القوات.. لا تؤكد انسحابًا حقيقيًا".

وسيدرس حلف الأطلسي اليوم الأربعاء خطوات جديدة لإبعاد روسيا على جبهته الشرقية.

ومن المرجح أن يتعهد الحلفاء بإرسال المزيد من القوات والعتاد لأعضاء الحلف في شرق أوروبا، بعد سلسلة إعلانات بذلك في الأسابيع الستة الماضية، ردًا على التهديد الروسي لشمال أوكرانيا وشرقها وجنوبها.

ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين أن ذلك قد يشمل أربعة آلاف جندي إضافي في رومانيا وبلغاريا والمجر وسلوفاكيا.

وسيدرس الوزراء كذلك آليات الردع النووية، وإن كانت هذه المحادثات شديدة السرية. وجمعت روسيا مخزونًا كبيرًا من الأسلحة النووية التكتيكية.

وقالت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند لدى وصولها الاجتماع: إن "تصعيد القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا متزايد وكبير، ويستحثنا بوصفنا حلفًا على العمل معًا".

"التدريبات الروسية بلغت ذروتها"

إضافة إلى ذلك، نقلت "رويترز" عن مسؤول مخابراتي غربي بارز قوله إن التدريبات العسكرية الروسية بلغت ذروتها، وإن خطر شن هجوم روسي على أوكرانيا سيظل مرتفعًا حتى نهاية فبراير/ شباط.

وأضاف المسؤول الكبير، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن أجهزة المخابرات الغربية خلصت إلى أن ذروة خطر اندلاع صراع أو وقوع حادث عسكري غير مقصود هي الفترة الحالية.

وتابع: "نحن في خضم هذه الفترة الآن. أتوقع أن تكون الأوضاع محيرة وغامضة بالفعل خلال الأسبوعين المقبلين".

وذكر المسؤول "أننا في فترة الذروة لأن التدريبات التي أعلن عنها الروس بلغت مراحل النشاط"، مضيفًا أن روسيا ستطلق على الأرجح صواريخ باليستية شرقًا من روسيا البيضاء، في إطار تدريباتها خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وتابع: "لا توجد مؤشرات موثوقة في هذه المرحلة على أنه سيكون هناك أي نوع من خفض التصعيد عسكريًا".

وأكد أن روسيا يمكنها الآن مهاجمة أوكرانيا "دون سابق إنذار بالضرورة أو حتى بإنذار لا فائدة له".

وأردف بأن المخابرات الغربية أشارت أيضًا إلى قدرة روسيا على إبقاء القوات الحالية في مكانها لعدة أشهر أخرى، إذا رغب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك.

واشنطن تدين مقترح الدوما

من ناحية أخرى، دانت الولايات المتحدة بشدة مقترحًا للبرلمان الروسي ينص على الاعتراف بجمهوريتين انفصاليتين على أنهما مستقلتان.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان، أن خطوة كهذه "ستمثّل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي".

وصوّت مجلس الدوما الروسي أمس الثلاثاء، لصالح حثّ بوتين على الاعتراف بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا على أنهما "دولتان تتمتعان بالسيادة والاستقلال".

وقال بلينكن، في إشارة إلى اتفاق تاريخي أبرم عام 2014 لتسوية النزاع الأوكراني: إن "موافقة الكرملين على هذه المناشدة يرقى إلى رفض كامل للحكومة الروسية لالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاقيات مينسك". 

ورأى أن اتفاقًا من هذا القبيل سيقوّض "التزام (موسكو) المعلن مواصلة الانخراط في المسار الدبلوماسي للوصول إلى حل سلمي لهذه الأزمة، ويزيد من ضرورة صدور رد سريع وحازم من الولايات المتحدة بالتعاون الكامل مع حلفائنا وشركائنا". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close