Skip to main content

أوكرانيا حاضرة في ميونخ.. واشنطن: موسكو تناور تمهيدًا لهجوم عسكري

الجمعة 18 فبراير 2022

اعتبرت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، أن إعلان إجلاء مدنيين من المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا، إلى روسيا يشكل مناورة من جانب موسكو تمهد لهجوم عسكري وشيك.

وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في ميونيخ التي تستضيف المؤتمر حول الأمن أن "استخدام بشر كبيادق بهدف صرف انتباه العالم عن قيام روسيا بتعزيز قواتها بغية (شن) هجوم هو أمر قاس ومعيب".

وأضاف المتحدث أن "مثل هذه التصريحات تشكل محاولات أخرى لإخفاء حقيقة أن روسيا هي المعتدي في هذا النزاع، عبر الأكاذيب والتضليل الإعلامي".

والانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا هم من أعلن هذا الإجلاء، على أن يشمل في المقام الأول النساء والأطفال وكبار السن، في وقت يتهمون فيه كييف بالتحضير لغزو بعد اندلاع اشتباكات في هذه المنطقة، لكن أوكرانيا تنفي هذا الأمر بشكل قاطع.

وعرضت محطات التلفزة الروسية مشاهد لعمليات الإجلاء ولا سيما أطفال.

ومنذ 48 ساعة تجدّد العنف على طول خط الجبهة، وتبادل الأوكرانيون والانفصاليون الاتهامات بإطلاق النار بالسلاح الثقيل على الطرف الآخر واستهداف مدنيين.

وقرابة الساعة 16,00 ت غ، انفجرت سيارة قرب مقر "حكومة جمهورية دونيتسك الشعبية".

وطالبت أوكرانيا المجتمع الدولي، اليوم الجمعة، بإدانة ما قالت إنها استفزازات روسية في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق البلاد، وقالت إن روسيا ستستمر في تصعيد الموقف إذا لم يفعل المجتمع الدولي ذلك.

ونفت الحكومة الأوكرانية بشدة اتهامات روسيا لها بأنها قد تشن هجومًا في شرق أوكرانيا، حيث تلقى السكان في جمهوريتين تعلنان استقلالهما أوامر إجلاء إلى روسيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان: "نشهد الحملة التي يشنها الاتحاد الروسي لنشر التضليل الجماهيري وزيادة قصف المواقع الأوكرانية والبنية التحتية المدنية بأسلحة تحظر اتفاقات مينسك استخدامها، مع تصعيد الموقف الأمني".

وأضاف البيان: "غياب رد فعل مناسب أو اتخاذ موقف محايد لن يكون من شأنه سوى زيادة تصعيد الموقف من جانب روسيا".

وخلال لقاء الرئيس الروسي فلادمير بوتين مع نظيره وحليفه البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو في موسكو، اليوم الجمعة قال: "في الوقت الحاضر نرى تدهورًا للوضع" في شرق أوكرانيا.

وعلّق بوتين على المناورات العسكرية التي شارك فيها عشرات آلاف الجنود، بقوله إنها لا تشكل تهديدًا، حسب تعبيره، معتبرًا أن هذه التدريبات "ذات طابع دفاعي محض ولا تشكل خطرًا على أحد".

حراك في ميونخ ومحاولة ضغط على روسيا

وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" صابر أيوب من دونباس، إن عمليات الإجلاء بدأت من جمهورتي لوغانسك دونيتسك المعلنتين ذاتيًا، فيما شهدت محطات الوقود ازدحامًا من المواطنين، لشق الطريق إلى داخل الأراضي الروسية.

وأضاف المراسل أن الجيش الأوكراني سجل 53 عملية خرق لاتفاقات الهدنة مع روسيا، مشيرًا إلى أن هناك خشية في دونباس من اجتياح الانفصاليين الجزء الذي تسيطر عليه القوات الأوكرانية.

بدوره أوضح مراسل "العربي" عدنان جان من كييف، أن وزير الدفاع الأوكراني، أكد أنه ليس هناك مؤشرات على قيام روسيا بعمل عسكري موسع ضد الأراضي الأوكرانية، مبينًا أن الوزير لفت إلى أن الجانب الروسي يحاول استفزاز الجيش الأوكراني لإيجاد ذريعة لشن عمليات ضد بلاده.

وأشار المراسل إلى أن الساسة في أوكرانيا ينتظرون مواقف أكثر حزمًا من الأوربيين ومن الولايات المتحدة، مضيفًا أن كييف تريد دعمًا عسكريًا ولوجستيًا.

من جانبه، قال مراسل "العربي" في ميونخ مكسيم العيسى، إن اللافت في مؤتمر ميونخ للأمن هو غياب روسيا عن الحضور المعتاد والذي كان يمثله وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال الأعوام السابقة، مشيرًا إلى أن الجميع كانوا يتمنون حضورًا روسيًا لتكون أجواء هذا المؤتمر مكانًا مناسبًا لبحث الأمن الأوروبي وحول أوكرانيا.

ولفت العيسى إلى أن حضور الرئيس الأوكراني إلى ميونخ كان هامًا، حيث سيجري خلاله لقاءات مع نخبة من المسؤولين والرؤساء الغربيين. 

أما مراسل "العربي" زيد بنيامين، من كاليفورنيا، فأكد أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجري اتصالًا هاتفيًا الليلة مع القادة الغربيين عبر الأطلسي من أجل بحث الأزمة الأوكرانية، وبعد ذلك سيتوجه بايدن بكلمة إلى الشعب الأميركي، وهذا يدل على مدى حالة الاستنفار حول الأزمة.

وأضاف المراسل أنّ هناك محاولة لزيادة الضغط على روسيا من قبل الولايات المتحدة، في حين أن بايدن يريد أن يؤكد أن واشنطن عادت إلى العالم، وأن بلاده تريد اللجوء إلى الحل والسبل الدبلوماسية.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة