Skip to main content

مسلسل مفاوضات فيينا نحو خواتيم إيجابية.. هل بات الاتفاق وشيكًا؟

السبت 19 فبراير 2022

خطوة خطوة، يتجه مسلسل مفاوضات فيينا نحو نهاية إيجابية، بعد تأكيد واشنطن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال أيام، من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي وعودة طهران وواشنطن للالتزام بشروطه كافة.

وكان رؤساء وفود بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد غادروا فيينا بضعة أيام للتشاور مع عواصمهم، في حين ستبقى فرق الخبراء المشاركين في المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني.

وتستمر في الوقت ذاته وفود الصين وروسيا وإيران والولايات المتحدة في المفاوضات ضمن اجتماعات متعددة الأشكال.

وجدد مندوب روسيا في مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف في تغريدة له قوله: إن المفاوضات على وشك الانتهاء بنجاح.

واشنطن: الاتفاق قد يكون في خطر

وأكد البيت الأبيض أن تقدمًا ملموسًا تم إحرازه في فيينا، مشيرًا إلى أن الكرة في ملعب الإيرانيين لإظهار جديتهم بشأن العودة المتبادلة إلى تنفيذ الاتفاق النووي بالكامل. لكنه حذر من أن الاتفاق قد يكون في خطر كبير، إذا لم تلتزم إيران بمجرى المفاوضات.

من جهته، أشار الاتحاد الأوروبي إلى أن التوصل إلى اتفاق نهائي سيتم خلال الأسبوع المقبل أو الذي يليه، لافتًا إلى أن نجاح ذلك يعتمد على الإرادة السياسية للأطراف المعنية.

أما المستشار الألماني أولاف شولتس، فقد اعتبر أن فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني تتضاءل، مشددًا على أن "لحظة الحقيقة" حانت للمسؤولين الإيرانيين.

وقال شولتس خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: "لدينا الآن فرصة للتوصل إلى اتفاق يسمح برفع العقوبات. لكن إذا لم ننجح بسرعة كبيرة، فإن المفاوضات قد تفشل. المسؤولون الإيرانيون لديهم خيار. الآن لحظة الحقيقة".

بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضرورة التوافق بين الأطراف كافة لتنفيذ الاتفاق النووي في أقرب وقت ممكن من قبل فرق التفاوض. 

إيران تؤكد الاقتراب من اتفاق جيد

وتحدث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عن الاقتراب من التوصل إلى اتفاق جيد، لكنه أعاد الكرة إلى الملعب الأوروبي ومن ورائه الأميركي، مطالبًا إياهم باتخاذ قرارات سياسية جادة بما يضمن مصالح وحقوق إيران المشروعة.

وأشار مراسل "العربي" من طهران حسام دياب إلى أن الأسبوع الماضي شهد جملة لقاءات مكثفة للفريق الإيراني المفاوض، أجراها كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري. 

وقال: "إن التصريحات التي خرجت خلال الفترة الماضية من الجانب الإيراني كانت تركز على عنوان رئيس واحد وأوحد، وهو إما التوافق على كل شيء أو لا شيء". 

وأردف: "هي محاولة إيرانية ربما للاستفادة من الوقت بشكل كامل، في مرحلة توصف بأنها حساسة من قبل جميع الأطراف، وبانتظار قرارات سياسية من قبل واشنطن تحديدًا". 

وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده أحاديًا منه عام 2018، معيدًا فرض عقوبات قاسية على طهران. وردت الأخيرة ببدء التراجع تدريجيًا عن العديد من التزاماتها بموجب الاتفاق.

وبدأت قبل أشهر المباحثات بين إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا)، لإحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديًا في 2018.

وتهدف المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر، إلى إعادة الأميركيين إلى الاتفاق، ولا سيما عبر رفع العقوبات التي أعادوا فرضها على طهران بعد انسحابهم، في مقابل عودة الأخيرة لاحترام كامل التزاماتها بموجب اتفاق 2015، والتي تراجعت عن العديد منها في أعقاب الانسحاب الأميركي.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية قوله الخميس الماضي: إن "تقدمًا ملحوظًا تحقق الأسبوع الماضي".

وأضاف: "إذا أبدت إيران جدية في هذا الشأن، يمكننا ويجب أن نتوصل إلى تفاهم بشأن العودة المتبادلة إلى التنفيذ التام لخطة العمل الشاملة المشتركة (التسمية الرسمية للاتفاق النووي) في غضون أيام".

ونبّه إلى أن "أي شيء يتجاوز ذلك بكثير، من شأنه أن يعرّض إمكان العودة إلى الاتفاق لخطر كبير".

وبحسب "فرانس برس"، يعتقد خبراء أن أسابيع قليلة تفصل إيران عن امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، حتى لو استغرق الأمر خطوات إضافية أكثر تعقيدًا لصنع قنبلة فعلية.

وفي حين أبدى الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن عزمه على إعادة بلاده إلى الاتفاق مقابل عودة إيران لاحترام التزاماتها، تخشى طهران أن تعمد إدارة أميركية مقبلة، ولا سيما إذا كانت من الحزب الجمهوري الذي انتمى إليه ترمب، إلى الانسحاب مجددًا من الاتفاق.

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة