الخميس 19 Sep / September 2024

حفل تنصيب الرئيس الأميركي.. تقاليد وهفوات ومفارقات تاريخية

حفل تنصيب الرئيس الأميركي.. تقاليد وهفوات ومفارقات تاريخية

شارك القصة

استعدادات للتنصيب
ترمب أول رئيس يرفض حضور مراسم تنصيب خلفه منذ آندرو جونسون في العام 1869 (غيتي)
لحظات طبعت في الذاكرة خلال تنصيب رؤساء أميركيين: أربع مرات من دون رئيس منتهية ولايته، حريق على المنصّة، تأدية اليمين مرّتين، تنصيب في طائرة، وغيرها الكثير.

بات مسلَّمًا أنّ حفل تنصيب الرئيس الأميركي المُنتخَب جو بايدن، المقرَّر غدا الأربعاء، لن يكون مألوفا وسيكون استثنائيا، للعديد من الاعتبارات، أولها الإجراءات الأمنية غير المسبوقة المحيطة به، والتي حوّلت واشنطن إلى مربّع أمنيّ بالكامل منذ أيام.

وفرضت جائحة كورونا طابعا "استثنائيًا" آخر على الحفل، الذي سيكون عدد المدعوين إليه، بخلاف العادة، محصورًا، فيما ستكون المراسم مغلقة أمام العامة، ورُفع أكثر من 190 ألف علَم في متنزه ناشيونال مول لتمثيل حشد شعبي لن يكون حاضرًا.

إلى ذلك، سيغيب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب عن حفل التنصيب، بعدما أعلن أنّه سيغادر البيت الأبيض باكرا الأربعاء إلى مقر إقامته في ماريلاغو في فلوريدا، ليكون أول رئيس يرفض حضور مراسم تنصيب خلَفه منذ آندرو جونسون في العام 1869.

لكنّ "استثنائيّة" هذا العام لها "سوابق" على ما يبدو، إذ يحفل التاريخ الأميركي بالكثير من "المفاجآت" التي أحاطت باحتفالات التنصيب. وفي ما يلي تذكيرٌ بأبرزها، انطلاقًا من تقريرٍ لوكالة "فرانس برس". 

أربع مرات بدون رئيس منتهية ولايته 

عام 1801، تجاهل الرئيس الأميركي الثاني جون آدامز حفل تنصيب خليفته توماس جيفرسون. فبعد هزيمته قام بتقويض سمعة نائب الرئيس السابق وغادر البيت الأبيض فجر 4 آذار/مارس يوم التنصيب.

فاز نجله جون كوينسي آدامز في انتخابات العام 1824 في ظروف تم الاحتجاج عليها في مواجهة أندرو جاكسون الذي ندد بسرقة الانتخابات. بعد أربع سنوات وبعد حملة عنيفة، تمكّن جاكسون من الثأر. لم يلتق الرجلان وغادر آدامز عشيّة الحفل.

في عام 1841، ولأسباب ظلت غامضة غاب الديموقراطي مارتن فان بورين عن حفل تنصيب وليام هنري هاريسون.

في 4 آذار/مارس 1869، بقي أندرو جونسون في البيت الأبيض أثناء تنصيب خليفته يوليسيس غرانت الذي رفض مشاركة عربته معه للتوجه إلى مبنى الكابيتول.

لينكولن وقاتله

في 4 آذار/مارس 1865، نجا لينكولن الذي كان متوجها الى واشنطن لحفل تنصيبه من اعتداء.

بعد ساعات وفيما كان يؤدي اليمين لولايته الثانية، لم يكن يعلم أن جون ويلكس بوث الرجل الذي سيغتاله بعد 41 يوما كان إلى جانبه على أدراج الكابيتول.

بوث اعترف بعد اعتقاله أنه ندم على عدم حمل مسدس في ذلك اليوم قائلا "كانت لدي فرصة ممتازة لقتل الرئيس لو أردت ذلك".

حريق على المنصة 

أدى تماس كهربائي في محرّك إلى اشتعال المنصة التي كان سيؤدي عليها الرئيس كينيدي اليمين في 20 كانون الثاني/يناير 1961. وفيما ظنّ عناصر الأمن أن الأمر ناجم عن اعتداء وصعدوا إلى المنصة؛ بقي الرئيس كينيدي هادئا.

تنصيب في طائرة 

بعد ساعات على اغتيال كينيدي في دالاس في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1963، تم تنصيب نائبه ليندون جونسون بشكل طارئ رئيسًا في الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" أثناء توقفها في المطار.

تأدية اليمين مرتين 

في 2009، حصل خطأ أثناء أداء أوباما اليمين في حفل كان يتابعه حوالى مليوني شخص. ويقع الخطأ على عاتق رئيس المحكمة العليا الذي أخطأ في ترتيب كلمات القسم الدستوري.

لكن، وعلى سبيل الاحتياط، أدى الرئيس الـ44 للولايات المتحدة مرّة جديدة اليمين في اليوم التالي في البيت الأبيض.

حصل أمر مماثل مع هربرت هوفر عام 1929 حين تصرّف رئيس المحكمة العليا بالنص الدستوري.

موجة برد 

اعتبارا من العام 1937 تم تسبيق موعد "يوم التنصيب" إلى 20 كانون الثاني/يناير في أوج فصل الشتاء.

في كانون الثاني/يناير 1961، أذاب الجيش طبقة من الثلج بلغت سماكتها 20 سنتمترا على الجادة التي يجري فيها العرض العسكري التقليدي بين الكابيتول والبيت الأبيض. وألقى كينيدي خطابه فيما كانت درجة الحرارة خمسة تحت الصفر.

في 1985 لجأ رونالد ريغان (73 عاما) إلى داخل الكابيتول لأداء اليمين تاركا الحشد وحوالى 140 ألف مدعو ينتظرون في الخارج حيث كانت الحرارة 13 درجة تحت الصفر.

كلمات في الذاكرة 

بقيت بعض العبارات الرائعة من خطابات التنصيب في كتب التاريخ.

قال فرانكلين روزفلت في 4 آذار/مارس 1933 في خضم فترة الكساد، "الشيء الوحيد الذي يجب أن نخاف منه، هو الخوف نفسه".

في 20 كانون الثاني/يناير 1961، قال جون فيتزجيرالد كينيدي لمواطنيه، "لا تسألوا أنفسكم ما الذي يمكن لبلدكم أن يفعله من أجلكم، إنما اسألوا أنفسكم عمّا يمكنكم فعله لبلدكم".

تعهد دونالد ترمب في 20 كانون الثاني/يناير 2017 بأن يعيد إلى "الشعب" السلطة التي "سرقتها منه" المؤسسات في واشنطن قائلا إن هذا الأمر "يتوقف هنا والآن". وقال الرئيس جورج بوش متوجها إلى هيلاري كلينتون "يا له من هراء غريب".

في حفل تنصيبه الثاني عام 1793، ألقى جورج واشنطن أقصر خطاب: 135 كلمة فقط مقارنة مع خطاب استمر لأكثر من ساعتين ألقاه الرئيس وليام اتش هاريسون عام 1941، وهو الذي وصل على حصان بدون معطف ولا قبعة وسط الصقيع، وتوفي بعد شهر لإصابته بالتهاب رئوي.

تابع القراءة
المصادر:
فرانس برس
Close