Skip to main content

الحرب في زمن كورونا.. أوكرانيا تواجه تهديدات صحية مختلفة

السبت 26 فبراير 2022

يحذر الخبراء من أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تهدد الصحة العامة في البلاد، إضافة إلى الأثر المباشر للتصعيد العسكري على النظام الصحي. 

وقد يصعّب الصراع على الأشخاص المصابين بأمراض مثل السكري أو السرطان تلقي العلاج، وقد يفاقم من انتشار الأمراض المعدية، بما في ذلك كوفيد-19، حيث يتجمع الناس في الملاجئ أو يفرون من البلاد.

كوفيد وشلل الأطفال

وتم تطعيم أقل من 40% من السكان حتى 15 فبراير/ شباط الجاري، فيما بلغ معدل الإصابات لسبعة أيام 37408 يوم 10 فبراير/ شباط. 

كما تحاول أوكرانيا السيطرة على تفشي مرض شلل الأطفال منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث رصدت إصابة طفلين بشلل الأطفال، وإصابة 19 آخرين بالفيروس لكن لم يصابوا بالشلل.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاساريفيتش، في بيان: "تأكيد حالة الشلل الثانية في يناير/ كانون الثاني 2022 دليل على أن الفيروس لا يزال منتشرًا في البلاد". وأضاف: "الأزمة الحالية في أوكرانيا تزيد من خطر انتشار الفيروس على الصعيدين الوطني والدولي".

وقال جاساريفيتش: "إنه اعتبارًا من عام 2020، تلقى حوالي 87% من السكان الجرعة الأولى من لقاح شلل الأطفال".

وبدأت أوكرانيا حملة تلقيح في 1 فبراير الجاري تستهدف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات والذين لم يحصلوا على لقاح شلل الأطفال. وأضاف: "من الضروري أن تستمر الحملة لضمان حماية ما يزيد عن مئة ألف طفل".

ارتفاع عدد الحالات

وبحسب شبكة "أن بي سي"، فقد لفت تيموثي إريكسون، الطبيب في مستشفى بريغهام والنساء وعضو هيئة التدريس في مبادرة هارفارد الإنسانية إلى مخاوف من تزايد عدد حالات شلل الأطفال.

وقال: "في ظل النزاعات، من الواضح أن حالات شلل الأطفال لا تزداد فحسب، بل تعاود الظهور في البلدان التي كان يُعتقد في السابق أنه قد تم القضاء عليها".

ولكن على المدى القريب، يشعر خبراء الصحة العالمية بالقلق من صعوبة رعاية الأشخاص المصابين بأمراض غير معدية في أوكرانيا.

وقال بول شبيجل، مدير مركز جون هوبكنز للصحة الإنسانية: "نحن نتحدث عن كل شيء من الأنسولين لمرض السكري وأدوية القلب، ولكن أيضًا بعض الأمراض الأكثر خطورة وتكلفة مثل علاجات السرطان وغسيل الكلى".

ويتوقع خبراء الصحة العالمية أن تتراجع مخاوف الأوكرانيين بشأن كوفيد على حساب احتياجات البقاء الأكثر إلحاحًا في الأيام الأولى للعنف، لكنهم رجّحوا احتمال ازدياد انتقال الفيروس.

وقال يارنو هابيت، ممثل منظمة الصحة العالمية في أوكرانيا، في إحاطة إعلامية يوم الجمعة: "إن عدد الحالات مرتفع للغاية، وما زلنا في أصعب أوقات كوفيد حاليًا". لكنّه أشار إلى أن حالات دخول المستشفى والوفيات أقل مما كانت عليه في الموجات الماضية. 

وقُتل نحو 200 مدني بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب أكثر من ألف شخص آخر منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل ثلاثة أيام، حسبما أعلن وزير الصحة الأوكراني فيكتور لياشكو.

تعبئة صحية

وأكد مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، أمس الجمعة، أن المنظمة "قلقة للغاية" على المدنيين في أوكرانيا نتيجة الهجوم الروسي عليها، والذي تسبب بموجة نزوح الآلاف نحو أوروبا القريبة منها في خيار وحيد لتجنب ويلات الحرب. وقال المدير الإقليمي هانس كلوغه: "إنني قلق للغاية على سلامة وصحة المدنيين في أوكرانيا" فيما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجيش الروسي الجمعة باستهداف مناطق مدنية في كييف.

وقال كلوغه في بيان خطي لوكالة فرانس برس، إنه مع المعارك والجرحى "ستحتاج المستشفيات بشكل عاجل إلى مستلزمات طارئة بما في ذلك أدوية ومستلزمات الجراحة".

ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية على المستويات العالمية والقارية والمحلية "تقوم بالتعبئة لتقديم الدعم الصحي لأوكرانيا والدول المجاورة".

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أعلن يوم الخميس أنه أفرج عن 3.5 ملايين دولار من أموال الطوارئ لشراء وتسليم الإمدادات الطبية إلى أوكرانيا.

 

إستراتيجية طويلة الأمد

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أجرت الأسبوع الماضي مناقشات مع السلطات الأوكرانية حول إستراتيجية رعاية صحية طويلة الأجل من شأنها أن تحدد أهداف البلاد حتى عام 2030.

وكثفت روسيا هجماتها على كييف في إطار هجومها العسكري على أوكرانيا الذي انطلق فجر الخميس، في ظل ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.

ودفع الهجوم الروسي ملايين الأوكرانيين إلى الفرار، وبلغ عدد النازحين حوالي مئة ألف شخص فيما غادر عشرات الآلاف أوكرانيا، بحسب الأمم المتحدة، باتجاه حدود الاتحاد الأوروبي خصوصا إلى بولندا والمجر ورومانيا.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة