دفعت أسباب كثير مؤسسة فيتش سوليوشن (fitch solutions) للتصنيف الائتماني إلى تخفيض تقديراتها للنمو الاقتصادي في الدول العربية المستوردة للنفط خلال العام الحالي.
وترى المؤسسة البحثية أن هذه الدول ستعاني من التأثير السلبي للحرب الروسية في أوكرانيا على شكل ارتفاع لمعدلات التضخم وتراجع للقوة الشرائية إلى جانب انخفاض تحويلات المغتربين وتفاقم العجز التجاري وتردي الحركة السياحية.
ففي تونس مثلًا، جرى تخفيض النمو من 3,14 إلى 3% فقط مع تأثر الاستهلاك الخاص بارتفاع التضخم، وانخفاض تضخم التحويلات المالية من أوروبا، وتراجع القطاع الصحي نتيجة توقف حركة المسافرين الروس الذين كانوا يشكلون 15% من زوار البلاد.
أما النمو في المغرب، فقد خفضته "فيتش" إلى 2,18% مع تراجع التحويلات القادمة من أوروبا، وما يزيد الأوضاع سوءًا ضعف موسم الحصاد بينما ستعيق الحرب انتعاش القطاع السياحي.
وفي مصر، خفضت "فيتش" توقعاتها للنمو إلى أقل من 5% جراء ارتفاع التضخم وتباطؤ السياحة.
وفي سياق متصل، جرى تخفيض النمو أيضًا في الأردن إلى 2,17%، حيث تبدت المخاطر في انفلات التضخم الذي يؤثر على مساهمة الاستهلاك الخاص، أما ارتفاع أسعار الطاقة فيثبط إنفاق الأسر في وقت يتراجع فيه القطاع السياحي الذي يشكل 20% من الناتج المحلي.
ويشهد لبنان أيضًا حال الدولة العربية ذاته، حيث جرى تخفيض نسبة النمو فيه إلى 3,5%، مع تأثير تداعيات الحرب على القوة الشرائية المحلية.
وستعاني الدول العربية المستوردة للنفط الأمرين مع تأثيرات الحرب الروسية على اقتصاداتها التي تمضي وسط مزيج من الهواجس والضغوط.
وفي 24 فبراير/ شباط، أطلقت روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، تبعته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.