مع بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، انضم العديد من الروس المناهضين للحرب، مثل المصمّمة الثلاثينية كاي كاتونينا، التي تعيش في برلين، إلى الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم.
وخلال إحدى التظاهرات، رفعت كاتونينا لافتة كتب عليها "لا للحرب"، واعتقد الكثير من المحتجين أنها أوكرانية. وقالت كاتونينا لصحيفة "الغارديان" البريطانية: "اعتقد كثر أننا أوكرانيون لأن الشعبين متشابهان؛ لذلك، كان من المهم أن نعرّف عن أنفسنا بأننا روس، وأننا نعارض الحرب أيضًا".
وبما أنه كان من المستحيل الذهاب إلى الاحتجاجات بعلم روسيا التقليدي الأبيض والأزرق والأحمر، احتاجت كاتونينا إلى "علم لا علاقة له بالعنف والحرب".
وتوصّلت كاتونينا وأصدقاؤها إلى حلّ، وهو وضع اللون الأبيض مكان الأحمر، "فيبدو الأمر كما لو أن أحدهم ألقى الطلاء الأبيض على اللون الأحمر، أي ألقى السلام ضد إراقة الدماء الجارية".
"احتضان العلم الجديد"
لكن كاتونينا وأصدقاؤها، لم يكونوا الوحيدين الذين أطلقوا هذه الفكرة، حيث سرعان ما شوهدت في احتجاجات أخرى حول العالم. وقالت كاتونينا: "كان من المبهج أن نرى، في الوقت نفسه، روسًا آخرين معارضين للحرب يرفعون العلم ذاته".
وجرى استخدام العلم في الأصل في فيليكي نوفغورود، إحدى أقدم المدن في روسيا والمعروفة باسم مهد الديمقراطية الوطنية، حيث كان مواطنوها مشاركين بالحكم في وقت مبكر من القرن الثاني عشر.
ولاحقًا، تمّ احتضان العلم الجديد الملون أفقيًا بالأبيض ثم الأزرق، ثم الأبيض، على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن قبل المتظاهرين الروس المناهضين للحرب في الشوارع.
كما دعم شعراء وفنانون وموسيقيون روس، وكذلك حركة المعارضة الرئيسية في روسيا، بقيادة مؤيدي المعارض المسجون في روسيا أليكسي نافالني، استخدام العلم.
"رمز للسلام والحرية"
من جهته، وصف "منتدى روسيا الحرة" في فيلنيوس، وهو جماعة معارضة رائدة خارج البلاد، العلم الجديد بأنه رمز "للسلام والحرية".
وذكر المنتدى أن الرمز الجديد يحرّر الروس من علاقاتهم مع النظام، مضيفًا: "برفع العلم نقول للكرملين: لا للحرب ولا للديكتاتورية ولا للرقابة".
وأثار العلم الروسي الجديد حفيظة الكرملين، حيث اقترح المسؤولون الأسبوع الماضي حظره باعتباره رمزًا "متطرفًا".
وسعى بوتين ووسائل الإعلام الروسية الرسمية إلى إطلاق رموزهم المؤيدة للحرب. وتحوّل حرف "زد" (Z) من كونه علامة عسكرية، إلى علامة رئيسية على دعم الهجوم الروسي على أوكرانيا.
واكتسب العلم الروسي الجديد قوة جذب كبيرة بين مجتمعات المهاجرين الكبيرة في البلدان الغربية، التي انضمّ إليها الروس الذين غادروا البلاد منذ اندلاع الحرب، وأصبحت المراكز الرئيسية لحركات المعارضة المنظمة الآن في الخارج.
ويتجمّع الروس الذين يحملون أفكارًا متشابهة خلال الاحتجاجات والحفلات الموسيقية المناهضة للحرب في مدن في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك إسطنبول ولندن وريغا ووارسو.