اقتحمت قوات الاحتلال بواسطة قوات الكوماندوز مدينة ومخيم جنين، واشتبكت مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد عملية تل أبيب التي نفذها الشهيد رعد حازم، وهو أحد أبناء مخيم جنين في الضفة الغربية.
ولم يتوقف الأمر عند جنين، إذ تجاوزت حدودها، ووسعت قوات الاحتلال عملية الاقتحام لتشمل قرية يعبد ومدينة طولكم شمالي الضفة الغربية، ما أدى إلى اعتقال فلسطينيين.
وخلال الاقتحام استشهد أحد عناصر حركة حماس، وأصيب آخرون برصاص قوات الاحتلال.
ويعد مخيم جنين معقلًا لفصائل المقاومة في الضفة الغربية الواقعة تحت نفوذ قوات الاحتلال، إلا أنه ما يزال يشكل مثالًا للصمود والمقاومة، حيث لم تتمكن إسرائيل من الشعور بالأمن والأمان فيه.
وبالتزامن مع ذلك، وسع الاحتلال من إجراءاته، عبر إغلاق الحواجز المؤدية إلى جنين، وبات الحصار جماعيا رسمته الحكومة الإسرائيلية.
عملية "السور الواقي"
وأعاد للأذهان ما جرى في جنين، تلميح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إلى عملية عسكرية فيها على غرار عملية "السور الواقي" عام 2002، والتي شهدت حينها اقتحام الاحتلال مخيم جنين بعشرات الدبابات، ما أدى لمقتل 23 جنديًا إسرائيليًا، فيما استشهد 58 فلسطينيًا، لكن الاحتلال حينها دمر كثيرا من المنازل وأحالها إلى ركام.
ويبقى مخيم جنين معضلة أمنية، حيث الاحتلال عاجز عن إحداث خرق فيها، لكن رغم ذلك تختلف الوقائع بين عملية "السور الواقي"، وما يجري حاليًا، إذ عمد رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون إلى حشد من أجل عملية لإنهاء سلطة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
أما اليوم فالضعف يضرب الحكومة الإسرائيلية، مما قد يمهد الطريق أمام عملية جديدة مماثلة لـ"السور الواقي" لإعادة ترميم أصوات الناخب الإسرائيلي.
وكانت إسرائيل تهدف من الاقتحام الأخير لجنين، لاعتقال والد منفذ عملية تل أبيب، قبل أن تنسحب دون تحقيق هدفها الأساسي، بعد إعطاء رئيس الحكومة الإسرائيلي نفتالي بينيت الضوء الأخضر للقوات الإسرائيلية بمواجهة العمليات المتكررة في تل أبيب.