الجمعة 20 Sep / September 2024

شهيدان في جنين وبيت لحم.. الاحتلال يصعد ويقتحم مدينة طولكرم ومخيمها

شهيدان في جنين وبيت لحم.. الاحتلال يصعد ويقتحم مدينة طولكرم ومخيمها

شارك القصة

نافذة إخبارية ضمن "الأخيرة" حول التطورات في جنين مع تهديد الاحتلال باقتحام المخيم إذا لم يسلم والد الشهيد رعد حازم نفسه (الصورة: غيتي)
تصعّد قوات الاحتلال اعتداءاتها في أنحاء الضفة الغربية، وبينما اقتحمت مدينة طولكرم ومخيمها فجرًا، استُشهد برصاصها فتى في جنين وشاب في بيت لحم.

استشهد الفتى الفلسطيني محمد حسين زكارنة (17 عامًا) من الحي الشرقي من مدينة جنين صباح اليوم الإثنين، متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، وفق ما أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

وكان الفتى زكارنة قد أُصيب برصاصة في خاصرته، أطلقتها عناصر من الوحدات الخاصة الإسرائيلية، التي تسلّلت إلى المنطقة الصناعية في جنين واستهدفت مركبة في تلك المنطقة.

كما استشهد ليل الأحد الإثنين شاب من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، إثر إصابته بجروح خطيرة جرّاء إطلاق الاحتلال الرصاص عليه.

ولاحقًا، أشارت "وفا" نقلًا عن مصادر بوزارة الصحة، إلى استشهاد الشاب محمد علي أحمد غنيم (21 عامًا) متأثرًا بجروحه الخطرة.

ولفتت الوكالة إلى أن الشاب غنيم أُصيب برصاصة في الظهر خرجت من صدره، بينما كان موجودًا في محيط منزلة الواقع قرب جدار الفصل العنصري، ونُقل لمستشفى اليمامة في الخضر لتقديم الإسعافات اللازمة له إلا أنه فارق الحياة.

ويأتي استشهاد الشابين الفلسطينيين بالتزامن مع تصعيد الاحتلال ممارساته القمعية والانتقامية ضد الفلسطينيين، بقرار سياسي اتخذه رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت.

وقد شهد أمس الأحد، استشهاد سيدتَين برصاص الاحتلال في بيت لحم والخليل. كما صعدت قوات الاحتلال فجر اليوم الإثنين، اعتداءاتها في أنحاء الضفة الغربية، ما أسفر عن إصابة 7 فلسطينيين بالرصاص، واعتقال 25 آخرين، غالبيتهم من جنين، ودارت خلال ذلك مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال.

تطورات متسارعة في جنين

وكان مراسل "العربي" قد أشار مساء أمس الأحد إلى أن الأمور تتطور في منطقة جنين، حيث يتوقع الناس اقتحامًا إسرائيليًا قد يكون مختلفًا عن الاقتحامات السابقة.

وشرح أن قوة إسرائيلية خاصة دخلت مدينة جنين، وحاولت اعتقال شقيق الشهيد رعد حازم، منفذ عملية تل أبيب، لكنهم فشلوا في اعتقاله. وبعد أن أطلقوا النار باتجاهه أصابوا شابًا آخر نُقل على فورا إلى المستشفى.

وقال: قبل ذلك اقتحمت تلك القوات مخيم جنين لاعتقال والد منفذ العملية، لكنهم لم يجدوه في المنزل.

وأوضح أنه بعد اتصال من المخابرات الإسرائيلية بالوالد، وقولهم إن عليه أن يسلم نفسه خلال ساعتين وإلا سيتم اقتحام مخيم جنين دون تحديد موعد لذلك الاقتحام، انتشر الخبر وبدأت التحركات الميدانية في المخيم.

وأردف أن التحركات امتدت إلى مدينة جنين، حيث بدأت مساجد المخيم بإعلان النفير العام، ومطالبة المدنيين بأخذ الحيطة والحذر، وفتح المجال للمسلحين للتصدي لأي اقتحام إسرائيلي محتمل للمخيم.

وتابع: مع هذه التطورات المتسارعة بدأ أهالي المخيم إغلاق مداخله لمنع قوات الاحتلال من الوصول إلى حاراته وأزقته"، متحدثًا عن إغلاق شوارع قريبة من حاجز الجلمة، الذي تنطلق منه الآليات العسكرية الإسرائيلية عند اقتحام مدينة جنين.

وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الإثنين، مدينة طولكرم ومخيمها.

وكشفت "وفا" أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المدينة وتمركزت في محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، في الوقت الذي جابت فيه شوارع المخيم وسط إطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع.

"تصعّد لتستعيد هيبة الردع"

وتعليقًا على التطورات، رأى مدير مركز "مسارات" لأبحاث السياسات هاني المصري أن إسرائيل تصعد فعلًا، لكنها لا تريد للأمور أن تصل إلى مواجهة شاملة وإغلاق شامل ومواجهة عسكرية وتصاعد الهبة إلى موجات انتفاضية تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وربما حتى داخل الخط الأخضر.

وقال في حديثه إلى "العربي" من رام الله: "هي تريد التصعيد لأنها تريد أن تستعيد هيبة الردع الإسرائيلية، التي هُزّت بشدة من خلال أربع عمليات، لا سيما عملية الشهيد رعد حازم الذي تجول في تل أبيب لمدة 9 ساعات، وجعل هذه المدينة تعيش حالة استنفار وشبه منع تجول".

وفيما لفت إلى أن كل الأجهزة الإسرائيلية والوحدات الخاصة والوسائل التكنولوجية لم تستطع أن تصل إليه، وعندما وصلت إليه قاوم حتى النفس الأخير، أردف: هذا يدل على أن هناك ثغرات كبيرة في منظومة الأمن الإسرائيلية على عكس ما تدعي، الأمر الذي له تداعيات سياسية وليس فقط داخل فلسطين".

إلى ذلك، أُصيب مستوطنان فجر اليوم الإثنين، بإطلاق نار بالقرب من قبر يوسف، شرقي نابلس في شمالي الضفة الغربية.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: إن المستوطنَين أُصيبا بعد محاولتهما الوصول إلى قبر يوسف، مشيرة إلى أن الإصابة متوسطة وجاءت في الركبة واليد.

وفيما لفتت إلى أن المستوطنَين دخلا إلى المنطقة بسيارتهما، ذكرت أن مطلقي النار فرّوا من المكان.

ولم يصدر على الفور بيان عن جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن الحادث.

ويقتحم المستوطنون اليهود مقام يوسف في نابلس لأداء طقوس دينية، لاعتقادهم بأنه قبر النبي يوسف عليه السلام، وأنه حق يهودي. 

وتنفي الروايات التاريخية والعلمية صحة ذلك، مشيرة إلى أن عمر القبر لا يتعدى 200 عام، وأن القبر يعود لرجل مسلم سكن المنطقة قديمًا ويدعى يوسف دويكات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close