بينما تترنح الهدنة في اليمن مع عودة القتال بين الحوثيين والقوات الحكومية، والاتهامات المتبادلة بخرقها، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، اليوم الأربعاء، أن المفاوضات مع الأمم المتحدة بشأن ملف الأسرى تتقدم "ببطء شديد".
من جهتها، طالبت الأمم المتحدة بالإفراج الفوري عن اثنين من موظفيها محتجزَين لدى الجماعة، معربة عن قلقها على مصيرهما بعد ستة أشهر دون أنباء عنهما.
بدورها، طالبت الحكومة اليمنية بضغط دولي على الحوثيين للإفراج عن 4 صحافيين أصدرت الجماعة بحقهم أحكام إعدام.
وفي 27 مارس/ آذار الماضي، أعلنت الجماعة الاتفاق على صفقة تبادل أسرى برعاية الأمم المتحدة تتضمّن إطلاق 1400 من عناصرها مقابل 823 أسيرًا من الحكومة.
وقالت الحكومة اليمنية "إنه تم التوافق مع الحوثيين على إطلاق 2223 أسيرًا ومختطفا من الطرفين".
قتلى وقصف بعدة مناطق.. خروقات تهدد صمود الهدنة في #اليمن تقرير: براءة العزاوي pic.twitter.com/Zs0sXwU4zz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 4, 2022
مماطلة في تقديم كشوفات الأسرى
لكن مسؤول ملف الأسرى عبد القادر المرتضى، قال في بيان نشرته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة اليوم: "إن التقدم في ملف المفاوضات مع الأمم المتحدة بشأن الأسرى بطيء جدًا، رغم تقديمنا للعديد من المقترحات لحلحلة الملف الإنساني".
وأضاف أن "التأخير في تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى برعاية الأمم المتحدة مرده مماطلة أتباع العدوان (الحكومة) في تقديم الكشوفات".
وكشف المرتضى "عن إطلاق 5 آلاف عنصر من جماعته منذ اندلاع النزاع (عام 2015)"، مشيرًا إلى أن "95% من هؤلاء تمّ إطلاقهم عبر وساطات محلية" دون مزيد من التفاصيل.
وفي مشاورات عُقدت بالسويد عام 2018، قدّم الطرفان كشوفات أكثر من 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف. وحاليًا، لا يوجد إحصاء دقيق بعدد أسرى الطرفين، لا سيما أن آخرين وقعوا في الأسر بعد هذا التاريخ.
مطالبات بالإفراج عن موظفين أممين وصحافيين
إلى ذلك، حثّت المديرة العامة للأمم المتحدة أودري أزولاي، ومفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، على إطلاق السراح الفوري لـ"موظفَيهما اللذين احتُجزا في مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي في صنعاء، دون مزيد من التأخير".
وأضاف بيان صادر عن المنظمتين أنه "على الرغم من تأكيد جماعة الحوثي مرارًا في نوفمبر بأنها ستُطلق سراح الموظفَين فورًا، فإنَّ مكان وجودهما لا يزال مجهولًا، وينتاب اليونسكو والمفوّضية السامية لحقوق الإنسان القلق على سلامتهما".
بدورها، طالبت الحكومة اليمنية، الأربعاء، بضغط دولي على الجماعة للإفراج عن 4 صحفيين أصدرت هذه الأخيرة بحقّهم أحكام إعدام.
وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو/ أيار)، أعلن وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، أن "مليشيا الحوثي الإرهابية تواصل إخفاء الصحفيين عبد الخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وأكرم الوليدي قسريًا منذ 7 أعوام، في ظروف اعتقال قاسية وحرمان من الحقوق والرعاية الصحية".
واتهم الوزير اليمني الجماعة، بـ"ممارسة صنوف التعذيب النفسي والجسدي بحق الصحفيين الأربعة"، مشيرًا إلى أن الجماعة "أصدرت بحق هؤلاء الصحفيين أحكام إعدام غير قانونية بتهم ملفقة".
وطالب "المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الصحفيين بممارسة ضغوط حقيقية على الجماعة لإطلاق الصحفيين الأربعة فورًا دون قيد أو شرط".
4-نطالب المجتمع الدولي والامم المتحدة والمبعوثين الاممي والأمريكي ومنظمات حقوق الانسان وحماية الصحفيين بممارسة ضغوط حقيقية على مليشيا الحوثي لاطلاق الصحفيين الأربعة فورا دون قيد او شرط، ووقف جرائمها وانتهاكاتها الممنهجة بحق الصحفيين، وضمان عدم افلات المسئولين عنها من العقاب pic.twitter.com/FtXvpf9OVL
— معمر الإرياني (@ERYANIM) May 4, 2022
ولم يصدر تعليق فوري من قبل الحوثيين.
وفي 11 أبريل/ نيسان 2020، أصدرت جماعة الحوثي حكمًا بإعدام الصحفيين الأربعة المحتجزين منذ 7 سنوات، إثر اتهامهم بالتعاون مع التحالف السعودي الإماراتي، وهو ما ينفيه الصحفيون.
ترنّح الهدنة واتهامات متبادلة
ميدانيًا، تترنح الهدنة في اليمن مع عودة القتال بين الحوثيين والقوات الحكومية، حيث أسفر أكبر تصعيد ميداني بين الطرفين منذ بدء الهدنة، قبل شهر، عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وفي 1 أبريل/ نيسان الجاري، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من التحالف، والقوات الحكومية والحوثيين.
وبينما أعلن الجيش اليمني، اليوم، مقتل أحد جنوده بنيران الحوثيين في محافظة الجوف وآخر في تعز على يد قناصة، اتهمت الجماعة القوات الحكومية بارتكاب أكثر من ثمانين خرقًا للهدنة في الساعات الأخيرة. كما سقط قتلى وجرحى في محافظة مأرب والجوف وصرواح.
كما اتهم محمد عبدالسلام، رئيس الوفد التفاوضي والمتحدث الرسمي باسم الجماعة، التحالف بخرق الهدنة بطائرة تجسسية، وشنّ غارة جوية في منطقة حرض بمحافظة حجة.
وحذّر عبدالسلام من "تقويض الهدنة الإنسانية والعسكرية المهددة أساسًا بعدم تنفيذ بنودها فيما يخصّ إعادة فتح مطار صنعاء الدولي وتسهيل وصول السفن القادمة نحو ميناء الحديدة".
بعد خرق الهدنة بطائرة تجسسية شن طيران العدوان غارة جوية في منطقة حرض/م حجة، ومن شأن هذا التمادي في الأعمال العدوانية تقويض الهدنة الإنسانية العسكرية المهددة أساسا بعدم تنفيذ بنودها فيما يخص إعادة فتح مطار صنعاء الدولي وتسهيل وصول السفن القادمة نحو ميناء الحديدة.
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) May 4, 2022
في المقابل، اتهم نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، أمس الثلاثاء، الحوثيين بـ"استغلال الهدنة للتحشيد وتحريك العربات والأسلحة الثقيلة إلى جبهات جنوبي مأرب (وسط)، واستمرارها في فرض الحصار على تعز (جنوب غرب)".
وأكد صالح أن" مجلس القيادة الرئاسي حريص على تثبيت الهدنة نحو وقف شامل لإطلاق النار في البلاد، رغم أن التجارب السابقة تؤكد أن الجماعة لا يمكن أن تجنح للسلام إلا بالقوة".