يهدد استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا بحدوث مجاعة عالمية قد تستمر لسنوات، حيث أدّت الحرب إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الدول الفقيرة بسبب ارتفاع أسعار القمح. وقد كشفت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أن عدد الذين يعانون من نقص في التغذية قد يرتفع بين 8 و13 مليون شخص خلال العامين الحالي والمقبل، في حال استمرار الحرب.
دفع هذا الواقع بعض الدول للبحث عن بدائل فيما يحبط غلاء الوقود وتغيّر المناخ المحاصيل الزراعية في عدد كبير منها.
تحتل الصين المرتبة الأولى في إنتاج القمح. وتنتج روسيا وهي المنتج الثالث عالميًا وأوكرانيا وهي الثامن، مجتمعين حوالي 30% من إجمالي القمح في العالم. وقد حظرت الهند، ثاني أكبر منتج للقمح في العالم، تصدير القمح بعد أن ضربتها موجة حر شديدة أضرت بالمحصول مما دفع أسعار القمح المحلي لارتفاع هائل مهددة رغيف الملايين حول العالم.
إضافة الشعير
تفكر مصر وهي أكبر مستورد للقمح في العالم والتي كانت تستورد 80% من قمحها من روسيا وأوكرانيا بالبحث عن بدائل لتجنب أزمة رغيف. وهو ما اعتبره محمد أبو النجا، رئيس قسم المخبوزات بمركز بحوث الأغذية التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ضرورة.
وأشار أبو النجا في حديث لصحيفة محلية إلى أن مركز بحوث الأغذية ومعهد البحوث الحقلية يعمل مع وزارة التموين وهيئة الصادرات والواردات لإضافة حبوب الذرة أو الشعير إلى القمح من أجل المحافظة على استدامة صناعة الرغيف. وأكد أن "خلط الشعير والقمح يوفر من 20 إلى 25% في استهلاك القمح ويحافظ على القيمة الغذائية نفسها للرغيف.
وتعد روسيا وأوكرانيا منتجَين أساسيَين للشعير إضافة إلى عدد من الدول الأوروبية.
البطاطس
وفي أعقاب أزمة الغذاء أشير للبطاطس كعنصر محتمل قد يجنّب بعض الدول المجاعة.
فقد طرح مقال في الموقع العربي لدورية "سينتيفيك أميريكان" أن البطاطس قد يكون بديلًا للخبز في غذاء المصريين ويحل مشكلة الرغيف المتمثلة في ارتفاع معدلات الاستهلاك، وعدم كفاية الإنتاج المحلي.
ولفت المقال إلى أن ما تحتويه حبة بطاطس بوزن 150 غرامًا من الكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن يفوق ما يحتويه رغيف خبز مصنوع من القمح بالوزن نفسه. وأشار المقال إلى انخفاض كلفة إنتاج البطاطس محليًا مقارنة بكلفة استيراد القمح.
هل يمكن التعويل على الذرة؟
وقد يكون رغيف الذرة بديلًا لرغيف القمح. فقبل الرغيف المصنوع من القمح كانت "الكسرة"، أو رغيف الذرة هو القوت اليومي للسودانيين. وكانوا يزرعون الذرة حتى أواخر خمسينيات القرن الماضي، قبل أن يدخل خبر القمح كوجبة غذائية مع المعونات التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية، وفقًا لما ورد في وثائقي بعنوان "مصيدة القمح"، أعده التلفزيون "العربي".
"World has just ten weeks worth of wheat left" With #wheat being more expensive and or difficult to obtain, people will have to use #rice - a common wheat alternative for banking, pizza, pasta, noodles etc. $RIBT Ricebran Technologies- multigrain food stock. https://t.co/EaZFagw9QP pic.twitter.com/D6Aa3gQPRf
— Rɪᴘᴘʏ🔻🔺️ (@StocksThatRips) May 22, 2022
وتعد الولايات المتحدة الأميركية أكبر منتج للذرة في العالم وتأتي الصين في المرتبة الثانية وتنتجان معًا 58% من الاستهلاك العالمي.
لكن أوكرانيا، إلى جانب روسيا وكازاخستان، هي من بين الدول الرئيسة المنتجة للذرة في منطقة البحر الأسود وتنتج نحو 16% من الاستهلاك العالمي، لذا فإن أسعار الذرة قد ارتفعت أيضًا.
الشوفان
وقد يشكل الرغيف المصنوع من الشوفان احتمالًا ممكنًا أيضًا، حيث لا يعتمد استهلاك الشوفان في العالم على روسيا وأوكرانيا فقط بل إنّ كلًا من كندا وأستراليا والأرجنتين، إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي، يمكن أن تغطّي المفقود من السوق بسهولة.
ويُستعمل الشوفان على نطاق واسع في الصناعات الغذائية والطبية وفي إنتاج الخبز وبعض الحلويات وفي خلطات أعلاف الحيوانات.
وتنتج روسيا سنويًا 4 ملايين ونصف المليون طن من الشوفان، أي خمس الإنتاج العالمي. وارتفعت أسعار الشوفان في أعقاب الحرب على أوكرانيا رغم أن روسيا لم تقطع إمداداتها للأسواق، لكن العقوبات الغربية وتصاعد أسعار الأسمدة وتعثّر سلاسل الإمدادات رفعت الأسعار.
الأرز
وتتجه الأنظار إلى الأرز الذي قد يكون خيارًا ممكنًا في عدد من الدول التي تستهلكه بشكل أساسي.
وقالت وزارة الزراعة الأميركية في أبريل/ نيسان الماضي إن استقرار أسعار الأرز وارتفاع أسعار القمح قد يؤثر على خيارات المستهلكين، مضيفة أن البلدان التي تستهلك القمح كحبوب أساسية من غير المرجح أن تغير عادات الشراء فجأة، لكن البلدان التي لديها مستهلكون لكلا المنتجين الأساسيين قد تفضل الأرز على أساس الأسعار المنخفضة نسبيًا.
وبعيدًا عن البدائل، تعوّل دول عربية على الموسم الحالي في تعزيز مخزوناتها المتناقصة من القمح وقد يضطر بعضها للتفكير جديًا في دعم زراعة القمح لتحقيق الاكتفاء الذاتي إذا ما طال أمد الأزمة.