أعلنت موسكو اليوم الجمعة، أنها تعمل بهدف تصدير 50 مليون طن من الحبوب في الموسم المقبل، في زيادة كبيرة عن الموسم الحالي، على خلفية خطر حدوث أزمة غذائية بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وتتراجع صادرات الحبوب الروسية حاليًا، بسبب العقوبات التي تضرب الشبكة اللوجستية والقطاع المالي، بينما يشل هجوم الجيش الروسي صادرت أوكرانيا.
من جانبه، قال وزير الزراعة الروسي ديمتري باتروشيف في منتدى للمصدرين في هذا القطاع: "في هذا الموسم (2021-2022) قمنا بتصدير 35 مليون طن من الحبوب بما في ذلك 28,5 مليونًا من القمح، وبحلول نهاية العام الزراعي (30 يونيو/ حزيران) هدفنا أن نكون قد صدرنا 37 مليون طن من الحبوب".
وأضاف: أن "في الموسم المقبل (يبدأ في 01 يوليو/ تموز 2022) نقدر إمكاناتنا التصديرية بنحو 50 مليون طن". وتقدر روسيا أن محصول 2022 سيبلغ 130 مليون طن مقابل 121,4 العام الماضي.
وتعتد روسيا وأوكرانيا قوتان زراعيتان، ويغذي إنتاجهما من القمح والذرة وعباد الشمس السوق العالمية.
أوكرانيا تعلن عزمها زيادة صادرات الحبوب
وعلى المقلب الآخر، أعلن وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سوليسكي في 16 مايو/ أيار الجاري، أن بولندا ستخفف الضوابط الصحية وستزيد عدد المفتشين في محاولة لزيادة صادرات الحبوب الأوكرانية عبر أراضيها، وذلك بعد توقيع اتفاق بين البلدين الجارين.
وانخفضت صادرات الحبوب الأوكرانية إلى النصف في الأيام العشرة الأولى من شهر مايو الجاري، إلى حوالي 300 ألف طن من 667 ألف طن في نفس الفترة من العام الماضي.
وخلال الشهر الجاري، قال وزير البنية التحتية الأوكراني إنه تم نقل 3.5 مليون طن من البضائع في أبريل/ نيسان الفائت، بالسكك الحديدية عبر الحدود الغربية. وأقامت شركات السكك الحديدية موانئ برية حدودية للتعامل مع البضائع السائبة والسائلة.
في غضون ذلك، تعمل ألمانيا على نقل ملايين الأطنان من الحبوب العالقة في موانئ بحرية أوكرانية بسبب حصار الجيش الروسي، عن طريق السكك الحديد، على ما أعلن مسؤول كبير في الجيش الأميركي.
وقال الجنرال كريستوفر كافولي، المتوقع أن يكون القائد المقبل للقيادة الأميركية في أوروبا، في كلمة أمام المشرعين الأميركيين الخميس: إن "ما يصل إلى 22 مليون طن من الحبوب عالقة في أوكرانيا بسبب حصار روسيا لموانئ جارتها".
وأضاف كافولي خلال جلسة المصادقة على تعيينه في مجلس الشيوخ الأميركي أن "شركة السكك الحديد الألمانية تدخلت مؤخرًا"، مضيفًا: "يقومون بما يطلقون عليه قطار برلين، على غرار جسر برلين الجوي، لتخصيص قطارات تخرج القمح من أوكرانيا وصولًا إلى غرب أوروبا".
من ناحيتها، فتحت رومانيا مرفأ كونستانتسا المطل على البحر الأسود أمام القمح الأوكراني، مع إمكان نقل 90 ألف طن يوميًا.
تقويض توازن الغذاء العالمي
وأدى النزاع الذي أشعلته روسيا والعقوبات الانتقامية إلى تقويض توازن الغذاء العالمي ما أثار مخاوف من حدوث أزمة خطيرة ستؤثر بشكل خاص على البلدان الأكثر فقرًا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى استعداده للمساعدة في "تجاوز أزمة الغذاء" شرط رفع العقوبات عن موسكو مما أدى إلى اتهامه بالابتزاز.
وتعقيبًا على ذلك، وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا طلب موسكو برفع العقوبات المفروضة على روسيا لتجنب أزمة غذاء عالمية بأنه "ابتزاز".
والأسبوع الماضي، اعترف مسؤول كبير في الكرملين بأن روسيا كانت تستعد لهذه الأزمة في وقت مبكر من أواخر 2021 حتى قبل اندلاع النزاع الأوكراني في فبراير/ شباط 2022 وهو أمر نفته موسكو في ذلك الوقت.