الجمعة 13 Sep / September 2024

الناتو يدافع عن "حقه" بالانتشار.. القوات الأوكرانية تتصدى لروسيا شرقًا

الناتو يدافع عن "حقه" بالانتشار.. القوات الأوكرانية تتصدى لروسيا شرقًا

شارك القصة

نافذة إخبارية ضمن "الأخيرة" حول معارك الشرق الأوكراني وخيارات روسيا هناك (الصورة: غيتي)
أصبحت معركة سيفيرودونيتسك محور اهتمام روسيا التي تحقق مكاسب كبيرة، وإن كانت بطيئة، في منطقة دونباس التي تضم إقليمي لوغانسك ودونيتسك.

تصدت القوات الأوكرانية لهجوم روسي على سيفيرودونيتسك، التي تعد أكبر مدينة تسيطر عليها كييف بمنطقة دونباس شرقي البلاد، في وقت أكد فيه حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أنه في حل من التزاماته السابقة بعدم نشر قوات في أوروبا الشرقية.

وأدى القصف الروسي خلال الأيام الماضية، إلى تدمير عشرات المباني السكنية في سيفيرودونيتسك.

وأصبحت معركة سيفيرودونيتسك التي تقع على الجانب الشرقي لنهر سيفرسكي دونيتس محور اهتمام روسيا التي تحقق مكاسب كبيرة، وإن كانت بطيئة، في منطقة دونباس التي تضم إقليمي لوغانسك ودونيتسك.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية، إن معارك عنيفة تدور حول العاصمة الإقليمية دونيتسك، في وقت عزّزت فيه القوات الروسية وحداتها في منطقة ليمان.

كما أجبرت القوات الأوكرانية، الجيش الروسي على التقهقر في خيرسون التي تحتل موسكو معظمها.

بموازة ذلك، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، مدينة خاركيف شرق أوكرانيا للمرة الأولى منذ بداية الحرب المشتعلة منذ أربعة شهور، في رسالة تحد جديدة للقوات الروسية.

لكن ما كان لافتًا، هو إقالة الرئيس الأوكراني، رئيس الأجهزة الأمنية في خاركيف "لأنه لم يعمل من أجل الدفاع عن المدينة.. وفكر فقط في نفسه"، منذ بداية الاجتياح العسكري الروسي منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.

وخاركيف ثاني مدن البلاد التي كانت تتعرض للقصف بشكل يومي تقريبًا منذ بدء الحرب على أوكرانيا لكنها تشهد هدوءًا منذ أسابيع عدة مع انسحاب الجيش الروسي إلى مواقع أخرى في الشرق والجنوب. لكن الشطر الشرقي من المدينة لا يزال مستهدفًا أحيانًا.

الهدف الإستراتيجي لروسيا

وفي هذا الإطار، قال الباحث السياسي أندريه أنتيكوف إن مناطق الشرق الأوكراني هي "أكثر مناطق المعارك ضراوة"، مشيرًا إلى أن أوكرانيا طوّرت الخطط الدفاعية خلال الثماني سنوات الأخيرة، وهذا ما يجعل التقدم الروسي بطيئًا.

وأضاف أنتيكوف في حديث إلى "العربي"، من موسكو، أن القوات الروسية لن تتوقف إذا ما حررت المناطق الشرقية، بل ستتوجه نحو المناطق الجنوبية، موضحًا أنّ "هذا هو الهدف الإستراتيجي"، ومشيرًا إلى أن دول حلف شمال الأطلسي "تدرك ذلك، ولذلك هي تزوّد القوات الأوكرانية بالأسلحة المضادة للسفن".

ولفت الباحث السياسي إلى أن الأضرار الاقتصادية كبيرة على روسيا، وهناك نقاش حول ذلك وإيجاد البديل من الاستيراد من الدول الأوروبية عبر التوجه للدول الآسيوية، وكما أن التركيز يقوم على إعادة الاستقرار في القطاع المالي.

تلويح للناتو حول إلتزاماته 

وأمام تركز المعارك في شرقي أوكرانيا، اعتبر نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ميرتشيا جيوانا، أمس الأحد أن الحلف في حل من التزاماته السابقة بعدم نشر قوات في أوروبا الشرقية.

وأوضح جيوانا أن موسكو بمهاجمتها أوكرانيا "أفرغت" القانون التأسيسي للعلاقات المشتركة والتعاون والأمن بين روسيا والناتو من مضمونه.

وتوافق الطرفان بموجب القانون التأسيسي الموقع عام 1997 على العمل "لمنع أي تحشيد للقوات التقليدية يشكل تهديدًا محتملًا في مناطق متفق عليها في أوروبا تشمل أوروبا الوسطى والشرقية".

وقال جيوانا لوكالة فرانس برس، في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا: "اتخذوا قرارات وتعهدات هناك بعدم الاعتداء على الجيران، وهو ما يفعلونه الآن، وأيضًا بإجراء مشاورات منتظمة مع الناتو، وهو ما لا يفعلونه".

ومضى يقول: "أعتقد أن هذا القانون التأسيسي هو مبدئيًا معطل بسبب روسيا"، مشيرًا إلى أن موسكو ابتعدت فعليًا عن شروط اتفاقية عام 1997.

واعتبر جيوانا، أنه حاليًا لا قيود على أن يكون للحلف تواجد قوي في الجناح الشرقي، وضمان أن كل بوصة من أراضي الناتو محمية بموجب البند الخامس والحلفاء، وفق قوله.

وينص البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي، على أن أي اعتداء مسلح ضد عضو أو عدة أعضاء من الحلف، في أوروبا أو أميركا الشمالية، يعد عدوانا عليهم جميعًا.

ولم يذكر جيوانا تفاصيل عن أي نشر مخطط له لقوات، لكنه توقع "وجودًا قويًا ومرنًا ومستدامًا".

وعام 2017 نشر حلف شمال الأطلسي مجموعات تكتيكية متعددة الجنسيات في دول البلطيق وبولندا كإجراء رادع. وبعد الهجوم الروسي لأوكرانيا قام بتعزيزها.

ودعت دول البلطيق إلى وجود أكبر لحلفائها في المنطقة، بما في ذلك تطوير الألوية لتحل محل المجموعات التكتيكية الأصغر.

وسيجتمع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في يونيو/حزيران المقبل، لمناقشة هذه المسألة وغيرها، كما سيعقد قادة الدول الأعضاء في الحلف قمة في مدريد لإقرار أي تعديلات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close