كشف مسؤولون في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة أن كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، التي تسبّب الاحتباس الحراري، حطمت الأرقام القياسية في شهر مايو/ أيار الماضي، وأنها تواصل الارتفاع بلا هوادة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن المسؤولين قولهم إن كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الآن أعلى بنسبة 50% مما كانت عليه في عصر ما قبل الصناعة، أي قبل أن يبدأ البشر في حرق النفط والغاز والفحم على نطاق واسع في أواخر القرن التاسع عشر.
وأشاروا إلى أن هذه الكمية هي الأعلى خلال 4 ملايين سنة على الأقل.
ووصل تركيز الغاز إلى حوالي 421 جزءًا في المليون في مايو، حيث واصلت محطات الطاقة والمركبات والمزارع ومصادر أخرى للانبعاثات حول العالم، ضخّ كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. كما بلغ إجمالي الانبعاثات 36.3 مليار طن عام 2021، وهو أعلى مستوى في التاريخ.
دليل إضافي على فشل الدول
ومع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، يستمر ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وهو ما قد يؤدي إلى كوارث بيئية كبيرة من فيضانات وجفاف وحرائق للغابات.
وتعد زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون دليلًا إضافيًا على فشل دول العالم في تحقيق الهدف المحدد في قمة باريس للمناخ عام 2015، للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.
وقال ريك سبينراد، مدير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، في بيان، إن هذا الأمر "تذكير صارخ بأننا بحاجة إلى اتخاذ خطوات عاجلة وجادة لنصبح دولة أكثر استعدادًا لتغيّر المناخ".
أما بيتر تانس، العالم البارز في مختبر الرصد العالمي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فقال إنه على الرغم من انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى حد ما في حوالي عام 2020، خلال التباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد-19، إلا أن هذا الانخفاض لم يستمر على المدى الطول"، مضيفًا أن معدل ثاني أكسيد الكربون ارتفع مرة ثانية بالوتيرة نفسها التي كان عليها خلال العقد الماضي".
وتختلف مستويات ثاني أكسيد الكربون على مدار العام، حيث تزداد مع موت النباتات وتضمحل في الخريف والشتاء، وتتناقص في الربيع والصيف حيث تمتص النباتات النامية الغاز من خلال عملية التمثيل الضوئي. ويتم الوصول إلى الذروة في شهر مايو من كل عام، قبل أن يتسارع نمو النبات في نصف الكرة الشمالي. (يكون للشمال تأثير أكبر من تأثير نصف الكرة الجنوبي، نظرًا لوجود المزيد من الأراضي والغطاء النباتي في الشمال).
وللوصول إلى هدف اتفاق باريس البالغ 1.5 درجة مئوية، يجب أن تصل الانبعاثات إلى "صافي الصفر" بحلول عام 2050، أي تخفيضات حادة، مع موازنة أي انبعاثات متبقية عن طريق امتصاص المحيطات والغطاء النباتي لثاني أكسيد الكربون.
وتستضيف القاهرة قمة المناخ المقبلة "كوب 27" في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، حيث قال الممثل الخاص لرئيس قمة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ وائل أبو المجد، إن مصر ستطالب الدول المتقدمة بتنفيذ تعهّدات المناخ بينما تدعم مصالح الدول النامية.
وانتهت قمة العام الماضي في اسكتلندا بتعهّد حوالي 200 دولة مشاركة بتعزيز التزاماتها المتعلقة بالمناخ. لكن البلدان الغنية خيبت آمال الكثيرين بعدما قالت إنها لن تقدم 100 مليار دولار سنويًا تعهدت بها بين عامي 2020 و2023 لمساعدة البلدان النامية في التحول نحو الطاقة النظيفة والتكيف مع ارتفاع درجة حرارة العالم.