الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مخاوف من انهيار كلي.. اشتباكات طرابلس تعزز الانقسام في ليبيا

مخاوف من انهيار كلي.. اشتباكات طرابلس تعزز الانقسام في ليبيا

شارك القصة

"العربي" يناقش المشهد الليبي بعد اشتباكات طرابلس (الصورة: غيتي)
عززت الاشتباكات الأخيرة في العاصمة الليبية مشهد الانقسام الحاصل في البلاد وسط مخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية.

تبادل رئيسا حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، الاتهامات حول تأجيج الأزمة السياسية الحالية في ليبيا والتوتر الحاصل في العاصمة طرابلس. 

وحذّر الدبيبة الليبيين من أن يتم استغلالهم لتحقيق مكاسب خارجية ضد البلاد، فيما اعتبر باشاغا أن حماية المدنيين لا يمكن أن تتم إلا بإشراف البعثة الأممية، ونزع الأسلحة الثقيلة من العاصمة، وهاجم حكومة الوحدة، قائلًا: إنه لا يمكن الوثوق في عصبة خارجة على القانون لإجراء انتخابات لا سيما وأنها فاقدة السيطرة على الأمن وسلامة المواطنين. 

انفلات أمني

يأتي هذا بعد اشتباكات عنيفة شهدتها العاصمة الليبية ليل الجمعة السبت، وأسفرت عن وقوع إصابات بين صفوف المدنيين، بحسب مراسل "العربي". 

ويعتقد الخبير الليبي في الشؤون العسكرية عادل عبد الكافي في حديثه إلى "العربي"، أنه سيكون هناك المزيد من التعقيد السياسي، وسط احتمالية أن يتحول المشهد في البلاد إلى الأسوأ. 

وظهر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في مقطع فيديو وهو يتصل بقائد لواء 444 ليبرز نفوذه العسكري في العاصمة رغم التهديدات القادمة من رئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا.

قوى مسلحة

من جهته، طالب رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، في تدوينة عبر "فيسبوك"، كلًا من المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية "بفتح تحقيق فوري بشأن الحادث". ودعا إلى نشر نتائج التحقيق للرأي العام ومعاقبة المتورطين، وتحمليهم كامل المسؤولية عن حالة الفوضى والاستخفاف بأرواح وممتلكات المدنيين، بحسب قوله.

ومن طرابلس، قال الباحث السياسي طاهر النغنوغي في حديث إلى "العربي" إن ما حدث لم يصل إلى مستوى الانهيار الأمني، إنما هو انفلات، لأن القوات التي باشرت بالقتال هي تابعة لحكومة الوحدة الوطنية. 

ورأى النغنوغي أن عدم التوصل إلى نتائج في التحقيقات السابقة بشأن الأحداث الأمنية "تسبب بالفوضى الحالية"، مؤكدًا أهمية "ردع القوى التي تتسبب في هذا القلق للمواطنين".

وأشار إلى أنّ "التحقيقات استعملت كمسكنات لليبيين"، قائلاً: "لعل التصنيف الحقيقي للصراع هو أننا أمام قوتين، إحداهما تابعة للحكومة، والأخرى تابعة للمجلس الرئاسي"، بحسب النغنوغي. 

ولا تزال ارتدادات الانقسام الحاصل بين الشرق والغرب متواصلة، فبعد المحاولة الأخيرة التي أقدمت عليها قوات موالية لفتحي باشاغا رئيس الحكومة المكلف من البرلمان في طبرق دخول طرابلس الشهر الماضي، أقالت حكومة عبد الحميد الدبيبة عددًا من القيادات العسكرية والسياسية في العاصمة تتهمها بتسهيل عملية اقتحام طرابلس.

وقال النغنوغي في حديثه إلى "العربي" إن القوات الملسحة المتواجدة في الساحة الليبية، ستلعب دورًا كونها أصبحت واقعًا لا يمكن إبعاده من المشهد السياسي الليبي. 

فيما رأى موسى تيهوساي، الباحث في الشؤون السياسية بليبيا خلال حديث إلى "العربي"، أن الحلول تكمن عند وضع آلية واضحة وشفافة بشأن استبعاد كل العناصر التي تورطت في الاقتتال الداخلي، وبجرائم حرب موجودة بالأدلة. 

وبعد أكثر من عقد من الفوضى عقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، باتت في ليبيا منذ مطلع مارس/ آذار حكومتان متنافستان، وهو وضع سبق أن شهدته بين عامي 2014 و2021، ولا مؤشرات حتى الآن إلى احتمال انفراج الأزمة السياسية قريبًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close