يركز رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، الذي يزور لبنان منذ أيام، على مسألة اللاجئين الفلسطينيين ورفض توطينهم، داعيًا في الوقت نفسه إلى تحسين ظروفهم المعيشية داخل مخيمات اللجوء في هذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية طاحنة منذ عام 2019.
وخلال كلمة لهنية، بمهرجان وطني نظّمته الحركة في لبنان، وحمل اسم "ونراه قريبا"، قال: "سنعمل على تخفيف معاناة أهلنا في المخيمات الفلسطينية في لبنان".
وأوضح أن الحملات والمشاريع الإغاثية "التي تنظّمها الحركة في لبنان ستستمر".
وأشار هنية إلى وجود محاولات أميركية لوقف عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الأمر الذي قال إنه "ينعكس على الظروف الحياتية في المخيمات".
وذكر أن حركة حماس "تتمسك بالعمل المشترك مع كافة القوى الوطنية والإسلامية في لبنان".
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف، يتوزعون على 12 مخيمًا تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية، ويعانون من أوضاع معيشية صعبة.
وجدّد هنية تأكيد حركة حماس على "قداسة حق العودة"، ورفضها التنازل عن هذا الحق، فضلًا عن رفضها "لمشاريع التوطين والوطن البديل".
والجمعة التقى هنية مع الرئيس اللبناني ميشال عون في القصر الرئاسي شرقي العاصمة بيروت، وقال في مؤتمر صحافي: "نرفض التوطين والوطن البديل والتهجير ومتمسكون بحق العودة إلى أرض فلسطين".
وبحسب البيانات المتوفرة لدى الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ما زال أكثر من 6.4 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، يعانون اللجوء، نتيجة تهجيرهم من أراضيهم قسرًا إبان نكبة عام 1948.
وتشير وكالة "الأونروا" إلى أن 28.4% من هؤلاء اللاجئين يعيشون في 58 مخيمًا رسميًا تابعًا لها تتوزع على الشكل التالي: 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيمًا في لبنان، و19 مخيمًا في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة. إلا أن هذه الأرقام تمثل الحد الأدنى إذ إن هناك أعدادًا كبيرة غير مسجلة.
حماس منفتحة على جميع الدول
وعلى صعيد علاقة "حماس" مع الدول المحيطة، قال هنيّة إن حركته "ليس لديها مشكلة مع أي مكوّن عربي أو إسلامي". ومضى قائلًا: "لا نعادي أحدًا، ومعركتنا مع العدو الصهيوني، ونجرّم التطبيع من أي كان".
وبيّن هنية أن "حماس"، وفصائل المقاومة، يركّزون على "تموضعهم من كل محاور المقاومة وتياراتها".
واستكمل قائلًا: "حماس منفتحة على جميع الدول والأحزاب ومحور المقاومة، ولها تموضعها الإستراتيجي الواضح والمعروف".
ولفت هنية، إلى أن "المقاومة الشاملة هي الخيار الإستراتيجي للتحرير وعلى رأسها المقاومة العسكرية".
وأشار إلى أن "حالة التفكك السياسي والفوضى، التي يعيشها الاحتلال، تعكس انسداد المشروع الصهيوني"، قائلا: "هذا التفكك هو بداية نهايته".