كشف المبعوث الأميركي لمحادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران، اليوم الثلاثاء، أن طهران أضافت مطالب لا تتعلق بالمناقشات حول برنامجها النووي في أحدث مفاوضات كما أحرزت تقدمًا مقلقًا في برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وأوضح روبرت مالي أنه كان هناك اقتراح مطروح على الطاولة بشأن جدول زمني تعود على أساسه إيران إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي وترفع بموجبه واشنطن العقوبات عن طهران.
وكانت الدوحة قد استضافت نهاية الشهر الماضي محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، هدفت إلى كسر الجمود بشأن إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكنها انتهت من دون إحراز التقدم المنشود.
ولفت مالي إلى أن المفاوضين الإيرانيين أضافوا مطالب جديدة. وقال في مقابلة مع الإذاعة الوطنية: "أضافوا، حتى في الدوحة، مطالب أعتقد أن أي شخص ينظر إليها سيرى أن لا علاقة لها بالاتفاق النووي، أمور كانوا يريدونها في الماضي".
مطالب بعيدة عن الاتفاق النووي
مالي الذي لم يكشف عن ماهية هذه المطالب, أشار إلى أن "النقاش المطلوب حقيقة الآن ليس بيننا وبين إيران، وإن كنا مستعدين لذلك. بل بين إيران ونفسها. فهي تحتاج للتوصل إلى قرار بشأن ما إذا كانت مستعدة الآن للعودة إلى الامتثال للاتفاق".
وبموجب الاتفاق النووي، حدت طهران من برنامجها لتخصيب اليورانيوم، الذي يعد سبيلًا محتملًا لتصنيع أسلحة نووية، على الرغم من أنها تقول إنها لا تسعى إلى استخدام الطاقة النووية إلا للأغراض المدنية.
وانسحب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب من الاتفاق في 2018 ووصفه بأنه مخفف جدًا على إيران وأعاد فرض عقوبات أميركية قاسية مما دفع طهران إلى خرق القيود النووية المفروضة عليها في الاتفاق.
بعد محادثات #الدوحة.. حراك دبلوماسي مكثف لاستئناف مفاوضات النووي الإيراني #إيران تقرير: عادل ضيف الله pic.twitter.com/G0hESMPtgn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 4, 2022
ولفت مالي إلى أن إيران تقترب بكثير الآن من امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لتصنيع قنبلة نووية على الرغم من أنه لا يبدو أنها استأنفت برنامجها للتسلح. وتابع: "لكننا نأخذ حذرنا بالطبع وكذلك شركاؤنا من التقدم الذي أحرزوه في مجال التخصيب".
وتمتلك إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتصنيع قنبلة نووية وقد تفعل ذلك في غضون أسابيع.
وأضاف أن الولايات المتحدة تسير في مسار متواز لتأمين إطلاق سراح أميركيين معتقلين في إيران. وتابع: "بغض النظر عما يحدث في المحادثات النووية، نأمل نكون قادرين على حل هذه القضية لأنها تأخذ من تفكيرنا الكثير كل يوم".
"مفاوضات يجب أن تنجح"
من جهته، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء على أن "المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين القوى العالمية وإيران، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، يجب أن تنجح مع مراعاة مصالح الشركاء في المنطقة مثل إسرائيل".
وأضاف ماكرون للصحافيين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد: "علينا الدفاع عن هذا الاتفاق ومراعاة مصالح أصدقائنا في المنطقة، وفي مقدمتهم إسرائيل".
وأعرب ماكرون عن أسفه لمواصلة طهران "رفض" إبرام التفاهم المطروح لإعادة إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي وتعهّد مواصلة "كافة الجهود" لإقناعها بالتصرف بـ"عقلانية".
وأعلن أن "إيران ما زالت ترفض اغتنام الفرصة المتاحة لها للتوصل إلى اتفاق جيد.. سنواصل التنسيق مع شركائنا لبذل كافة الجهود اللازمة لإقناع إيران بالتصرف بعقلانية".