الخميس 21 نوفمبر / November 2024

أكد عدم التخلي عن المنطقة.. هل حقق بايدن أهدافه في جولته الشرق أوسطية؟

أكد عدم التخلي عن المنطقة.. هل حقق بايدن أهدافه في جولته الشرق أوسطية؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش زيارة بايدن إلى المنطقة ونتائجها في ضوء بيان قمة جدة (الصورة: وكالة الأنباء السعودية)
وعد بايدن زعماء مجلس التعاون الخليجي وقادة الأردن ومصر والعراق خلال قمة جدة بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الشرق الأوسط.

غادر الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية بعد جولته الشرق أوسطية من دون أن يُعرف ما إذا كانت زيارته قد حققت كل أهدافها من وجهة نظر واشنطن.

وقد وعد بايدن زعماء مجلس التعاون الخليجي وقادة الأردن ومصر والعراق خلال قمة جدة بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الشرق الأوسط.

بايدن كان يبحث عن النفط في جدة وكذلك عن ضمان استقرار الأسواق التي تعيش أزمة غير مسبوقة بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا ما انعكس على مختلف الاقتصادات في العالم ومن بينها الاقتصاد الأميركي.

لكن الرد كان واضحًا من الجانب السعودي حيث قال وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان: إن القمة لم تناقش إنتاج النفط بشكل خاص، بينما أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن بلاده ستبلغ طاقتها القصوى من الإنتاج، منتقدًا ما أسماه سياسات غير واقعية" ستؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي.

ملف الأمن في المنطقة كان يشغل بال الرئيس الاميركي أيضًا، لكن بيان القمة الختامي لم يشر بوضوح إلى ما كانت تطمح إليه واشنطن التي تعهدت بدمج إسرائيل في الشرق الأوسط.

القضية الفلسطينية كانت حاضرة كذلك في خطابات قمة جدة حيث كان هناك تأكيد عربي على ضرورة أن يكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة التي تقام على حدود 1967 فيما لم يخف أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني انتقاداته لاستمرار إسرائيل في انتهاكاتها للقوانين الدولية.

"مرحلة جس نبض"

وفي هذا الإطار، رأى الكاتب والمحلل السياسي سعد عبد الله الحامد  أن بايدن حاول في جولته الحالية "إصلاح أخطاء سابقة كانت الإدارة الأميركية تمارسها تجاه المنطقة وأثرت بشكل كبير على الداخل الأميركي وانعكست على دول المنطقة أيضًا فضلًا عن تأثيراتها على المنظومة الدولية".

واعتبر في حديث إلى "العربي" من الرياض أن الرئيس الأميركي في مرحلة جس نبض، لافتًا إلى أن زيادة ضخ النفط والطاقة أمر يخضع لمعايير ولمنظمة أوبك.

وأشار إلى أن الشيء الوحيد المهم الذي حصل هو محاولة إعادة علاقات دول المنطقة الإستراتيجية بشكل كبير مع واشنطن إلى طبيعتها، فيما تحاول الولايات المتحدة ترسيخ علاقاتها بشكل أكبر وفتح شبكات إستراتيجية.

وحول الحديث عن الحلف بين دول في المنطقة وإسرائيل، قال الحامد: إن هذا الأمر غير مطروح، مشددًا على أن المسؤولين الخليجيين والعرب متفقون على أمر واحد وهو أن لا تطبيع وعلاقات مع إسرائيل إلا بعد إيجاد حل للقضية الفلسطينية يستند إلى مبادرة السلام العربية.

هل نجحت زيارة الرئيس الأميركي؟

مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي مروان قبلان شبّه العلاقة الخليجية الأميركية بالزواج الكاثوليكي الذي لا فكاك منه، بحيث أنه كلما حاولت الولايات المتحدة الخروج من المنطقة تجد نفسها تعود إليها رغمًا عن إرادتها أحيانًا.

ولفت في حديث إلى "العربي" من الدوحة إلى أنه من الواضح أن واشنطن خلقت فراغًا في المنطقة، حيث تراجعت أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لها خلال العقد الأخير بعدما أصبحت الولايات المتحدة من أكبر منتجي النفط والغاز.

وقال: "العلاقة الأميركية مع الخليج قامت أصلًا على صيغة الأمن مقابل النفط وعندما تراجع اعتماد واشنطن على النفط قل التزامها الأمني بدليل رد فعل الرئيس السابق دونالد ترمب عندما تعرضت منشآت أرامكو للهجوم حيث قال إن هذا هجوم على السعودية وليس على الولايات المتحدة فلماذا تنتظرون مني أن أرد عليه".

وحول تقييم الزيارة، لفت قبلان إلى أنها نجحت إلى حد ما في إعادة الروح إلى العلاقات الخليجية الأميركية، لافتًا إلى أن بايدن أراد أن يقطع الطريق على أي تطور أكبر قد يطرأ على العلاقات الخليجية مع كل من روسيا والصين، وخصوصًا بعد حديث عن إمكانية بيع السعودية النفط للصين بعملة اليوان الصيني.

قبلان شدد في الوقت ذاته على أن الأمر بحاجة إلى وقت أكبر من أجل عودة العلاقات بين السعودية وأميركا إلى الشكل الذي كانت عليه سابقًا.

وفي موضوع النفط قال: "من المبكر الحديث عن زيادة الإنتاج مع أن الاسعار بدأت بالانخفاض قبل مجيء بايدن إلى المنطقة".

وعن دمج إسرائيل في النظام الإقليمي، أكد قبلان أن هذا الهدف لم يتحقق في خلال زيارة بايدن.

ما هي أهداف بايدن من الزيارة؟

بدوره، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي إلى أن بايدن أتى إلى المنطقة مضطرًا بعدما كان مترددًا في الإقدام على الخطوة إلا أن مستشاريه نصحوه بالمجيء لأسباب عدة.

وتحدث لـ"العربي" من الكويت عن 6 أهداف أراد أن يحققها بايدن من خلال الزيارة، الأول هو أن يلتقط الصور مع الإسرائيليين لاستعمالها في حملاته الانتخابية في نوفمبر 2024 ودمج إسرائيل في المنطقة عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا.

والهدف الثاني بحسب الشايجي، توسيع رقعة المطبعين العرب مع تل أبيب الأمر الذي لا يبدو أنه سيحصل، والثالث طمأنة الحلفاء وتصحيح المسار مع السعودية وهو أمر نجح فيه إلى حد ما.

ولفت الشايجي إلى أن الهدف الرابع كان زيادة إنتاج النفط من دول مجلس التعاون الخليجي الأمر الذي لم يتمكن من تحقيقه.

أما الهدف الخامس بحسب أستاذ العلوم السياسية فكان احتواء الصين وروسيا ومنعهما من التوسع والاضطلاع بأدوار إضافية على حساب الفراغ الأميركي وتوجيه رسالة إلى إيران وبرنامجها النووي، والسادس توظيف كل هذه الأمور في الداخل الاميركي من أجل إنقاذ شعبيته المنهارة بحسب الشايجي.  

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close