الأحد 17 نوفمبر / November 2024

بعد زيارة بايدن لإسرائيل.. إيران: نحن أكثر تصميمًا على حفظ مصالحنا النووية

بعد زيارة بايدن لإسرائيل.. إيران: نحن أكثر تصميمًا على حفظ مصالحنا النووية

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش دلالات زيارة الرئيس الأميركي إلى إسرائيل (الصورة: رويترز)
بعد أن تعهدت واشنطن في إعلان أمني مع إسرائيل باستخدام كل قوتها الوطنية لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، أكدت الأخيرة أنها أكثر تصميمًا على حفظ مصالحها النووية.

أكدت إيران الجمعة أنها باتت "أكثر تصميمًا" على حفظ مصالحها في مباحثات إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي، بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل حيث وقع العدوان اللدودان للجمهورية الإسلامية، إعلانًا أمنيًا موجهًا ضدها بالدرجة الأولى.

وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عبر حسابه على تويتر: "بقوة ومنطق، تواصل إيران جهودها لإلغاء الحظر"، في إشارة إلى العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران بعد انسحاب الأولى أحاديًا من الاتفاق في العام 2018.

وأضاف: "لن نتغاضى أبدًا عن الحقوق الثابتة للأمة الإيرانية العظيمة. إنجاز اتفاق جيد وصلب ومستدام هو هدفنا. من دون أدنى شك، عرض الدمى بين البيت الأبيض والصهيونية يجعلنا أكثر تصميمًا" على تحقيق ذلك.

وكان بايدن تعهّد في إعلان أمني وقّعه مع إسرائيل الخميس، بأن تستخدم الولايات المتحدة "كل قوتها الوطنية" لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، وهو ما نفت طهران مرارًا السعي لتحقيقه.

وخلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، أكد بايدن أن إدارته حددت الشروط المطلوبة لإحياء الاتفاق النووي و"لن ننتظر إلى الأبد" الرد الإيراني على ذلك.

وأتى هذا الموقف غداة تأكيد بايدن استعداده لاستخدام القوة لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي "إذا كان هذا هو الملاذ الأخير".

إيران تستنكر تصريحات بايدن

والثلاثاء، استنكرت إيران تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن تعهد فيها بمواصلة زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي عليها، واعتبرت أن السياسة التي تعتمدها إدارة بايدن "تعارض" رغبته المعلنة بإحياء الاتفاق النووي مع طهران.

والأسبوع الماضي، قال بايدن في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست": "ستُواصل إدارتي زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تصبح إيران مستعدة للعودة إلى الامتثال للاتّفاق النووي لعام 2015".

ورأت طهران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن "منطقة الشرق الأوسط لن تكون أكثر أمنًا واستقرارًا إلا من خلال قيام أميركا بإنهاء سياستها في خلق الانقسام بين دول المنطقة"، مضيفًا: "طالما لم تصحح الولايات المتحدة سياساتها الخاطئة والمسببة للأزمات، فإنها المسؤولة الرئيسية عن عدم الاستقرار في منطقة غرب آسيا".

مصير المحادثات مع إيران

وفي حديث إلى "العربي"، رأى الباحث السياسي فريد فليتز أنه "من الجيد رؤية الدعم الأميركي لإسرائيل، لكن المشكلة أنه يأتي في ظل تدهور كبير في العلاقات الثنائية بين الطرفين، مشيرًا  إلى أن الهدف الإسرائيلي من هذه اللقاءات هو ضمان انسحاب واشنطن من أي محادثات نووية مع إيران.

وقال الباحث السياسي: "الإدارة الإسرائيلية تتفق مع الجمهوريين في واشنطن بأن الولايات المتحدة تتحمل الكثير من أجل إيران".

وشدد فليتز على أن "أهمية أي لقاء بين أميركا وإسرائيل يجب أن يكون في عزل طهران والانسحاب من أي اتفاق معها".

الاتفاق النووي

وأبرمت إيران عام 2015 اتفاقًا بشأن برنامجها النووي مع ست قوى (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا، الصين)، أتاح رفع عقوبات كانت مفروضة عليها، لقاء تقييد أنشطتها وضمان طبيعتها السلمية.

إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده أحاديًا منه في 2018، معيدًا فرض عقوبات قاسية، ما دفع إيران بعد نحو عام لبدء التراجع تدريجًا عن غالبية التزاماتها النووية الأساسية.

وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق مباحثات لإحيائه في أبريل/ نيسان 2021 في فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي.

وعلى رغم تحقيق تقدم كبير في المفاوضات، علّقت المباحثات في مارس/ آذار الماضي مع تبقي نقاط تباين بين طهران وواشنطن لم يتم المعنيون من ردم الهوة بشأنها بعد.

وأجرى الجانبان في أواخر يونيو/ حزيران، مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت دون تحقيق اختراق.

وفي أعقاب ذلك، قال مسؤول أميركي: إن إيران قدمت طلبات "غير ذات صلة بالاتفاق النووي"، فيما يرجح أن يكون إشارة إلى طلب رفع اسم الحرس الثوري من قائمة واشنطن للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية.

إلا أن أمير عبد اللهيان نفى في مطلع يوليو/ تموز تقديم أي طلبات "مبالغ فيها أو خارجة عن نطاق الاتفاق".

وغالبًا ما تؤكد إيران أهمية رفع العقوبات، وتحقيق كامل الفوائد الاقتصادية بموجب الاتفاق، وضمان عدم تكرار الانسحاب الأميركي منه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close