اعتبر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أن الحرب في أوكرانيا أظهرت أن هيمنة الغرب تشهد نهايتها في ظل صعود الصين لتكون قوة عظمى بالشراكة مع روسيا، في أوضح نقاط التغير في المشهد العالمي منذ قرون.
ومنذ 24 فبراير/ شباط الماضي، أعلنت روسيا البدء في عملية عسكرية على أوكرانيا، ندد بها الغرب والولايات المتحدة وتداعوا لفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا شملت كل القطاعات.
وأضاف بلير أن العالم في مرحلة تحول في التاريخ يمكن مقارنتها بنهاية الحرب العالمية الثانية، أو انهيار الاتحاد السوفيتي لكن هذه المرة وبوضوح الغرب ليس في الكفة الراجحة.
ووفقًا لنص خطاب ألقاه في منتدى لدعم التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا في ديتشلي بارك غرب لندن في محاضرة حملت عنوان "بعد أوكرانيا، ما الدروس الحالية للقيادة الغربية؟"، قال بلير: "نحن نشهد نهاية الهيمنة السياسية والاقتصادية الغربية".
#الحرب_الروسية_الأوكرانية تشتدّ ضراوة في ظل سعي #موسكو لتحقيق أهدافها و محاولة الغرب كبح جماح #روسيا#العربي_اليوم #أوكرانيا تقرير: حنان البلخي pic.twitter.com/zCKOjaui10
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 17, 2022
التغيير القادم من الصين
وتابع رئيس وزراء بريطانيا في الفترة من 1997 وحتى 2007 قائلًا: "سيصبح العالم ثنائي القطب على الأقل أو متعدد الأقطاب، فالتغيير الجيوسياسي الأكبر في هذا القرن سيأتي من الصين، وليس من روسيا".
وأشار إلى أن حرب أوكرانيا أوضحت بما لا يدع مجالاً للشك أن الغرب لا يمكنه الاعتماد على الصين "لتتصرف بطريقة نعتبرها عقلانية".
وقال بلير: "مكان الصين باعتبارها قوة عظمى طبيعي ومبرر. إنها ليست الاتحاد السوفيتي"، لكنه رأى أن على الغرب ألا يسمح للصين بالتفوق عسكريًا.
وأضاف: "علينا أن نزيد من الإنفاق الدفاعي ونحافظ على التفوق العسكري"، مشيرًا إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها "أن تكون لهم الغلبة العسكرية بما يكفي للتعامل مع أي احتمال أو نوع من الصراع في كل المناطق".
وبعد الاستفادة من الغاز الروسي الرخيص لعقود، يواجه أكبر اقتصاد أوروبي أزمة بعد انخفاض الإمدادات الروسية، إذ قال وزير الاقتصاد روبرت هابيك قبل إسبوعين إن بلاده قد تواجه أزمة اقتصادية خانقة إذا ما تواصل تخفيض إمدادات الغاز الروسي.
وتعتبر الحكومات الغربية أن موسكو ترد على العقوبات المفروضة على هجومها على أوكرانيا. وخفضت موسكو قبل أسابيع صادرات الغاز عبر نورد ستريم بنسبة 60% إلى ألمانيا متحدثة عن وجود مشكلة فنية، فيما اعتبرت برلين هذا القرار سياسيًا.