أفادت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء بأن ملايين المهاجرين واللاجئين محرومون من خدمات الرعاية الصحية الملائمة، مشيرة إلى أنه ينبغي على الدول المضيفة إدراجهم في نظمها الصحية باعتبار أن ذلك من حقوق الإنسان.
وكشف سانتينو سيفيروني مدير الصحة والهجرة بمنظمة الصحة العالمية في بيان، أن "الصحة لا تبدأ أو تنتهي عند حدود البلد. ولذلك ينبغي ألا يكون وضع الهجرة عامل تمييز وإنما دافعًا سياسيًا لبناء وتعزيز الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية والمالية".
وأضاف: "يجب أن نعيد توجيه النظم الصحية الراهنة نحو خدمات صحية متكاملة وشاملة للاجئين والمهاجرين، وفقًا لمبادئ الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة".
وتعتبر هذه المحاولة الأولى لمراجعة تداعيات الهجرة على سياسات الرعاية الصحية العالمية، ودعت منظمة الصحة العالمية فيها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم المستضعفين ممن يلجأون لترك بلدانهم.
"فجوة خطيرة"
وتتسبب عوامل منها الأمراض والمجاعات وتغير المناخ والحروب في دفع الناس بأعداد كبيرة لترك أوطانهم. ولأول مرة على الإطلاق تجاوز عدد النازحين المئة مليون بسبب الصراع في أوكرانيا، وهو ما يمثل اختبارًا عسيرًا للأنظمة الصحية في بلدان لم تتعاف بعد من تبعات جائحة كوفيد-19.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في مقدمة التقرير: إن "المدى الكامل لتأثير هذه الاضطرابات ليس مفهومًا بالكامل بعد لأنه، وكما يوضح هذا التقرير، لم تظهر أعداد اللاجئين والمهاجرين بشكل كامل في البيانات المتاحة، وهي فجوة خطيرة ينبغي معالجتها".
وهناك احتياجات صحية للاجئين والمهاجرين قد تختلف عن تلك الخاصة بسكان البلدان المضيفة، حيث ذكر التقرير أن بعض المهاجرين واللاجئين عانوا من ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي واضطروا إلى التخلي عن وجبات يومية أو اقتراض المال لشراء الطعام.
وأضاف التقرير أن اكتظاظ مخيمات اللاجئين أدى إلى انتقال أمراض معدية بوتيرة أسرع مثل السل، كما أن هناك دلائل على أن ضغوط التكيف مع بيئات جديدة أو البطالة أو الصدمات النفسية يمكن أن تزيد من احتمالات تعاطي المخدرات.