يتصدر التصعيد حول زابوريجيا المشهد في أوكرانيا حيث تتبادل كييف وموسكو الاتهامات بقصف الموقع، وسط مخاوف وتحذيرات من أن تصبح المحطة النووية الفتيل الذي يشعل أوروبا.
وقالت شركة إنرجواتوم النووية الأوكرانية اليوم الجمعة إن القوات الروسية تعتزم إغلاق وحدات الطاقة العاملة في محطة زابوريجيا النووية وفصلها عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، معبرة في بيان عن اعتقادها بأن روسيا تستعد "لاستفزاز على نطاق واسع" هناك.
وكانت موسكو قد اتهمت أمس الخميس كييف بالتجهيز "لاستفزاز" في موقع المحطة تزامنًا مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة.
وجاء في البيان الأوكراني: "هناك معلومات تفيد بأن قوات الاحتلال الروسي تعتزم إغلاق وحدات الطاقة وفصلها عن خطوط الإمداد بالطاقة في شبكة الكهرباء الأوكرانية في المستقبل القريب".
وأضاف: "يبحث الجيش الروسي حاليًا عن موردين للوقود من أجل المولدات التي تعمل بالديزل والمفترض تشغيلها بعد إغلاق وحدات الطاقة في ظل غياب الإمداد الخارجي بالطاقة من أجل نظم التبريد النووية التي تعمل بالوقود".
كما جددت واشنطن تحذيرها لروسيا من السعي لإجراء عمليات عسكرية داخل وحول المحطة النووية وذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس.
مساع أممية تركية
وقد حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، من أن إلحاق أي ضرر بمحطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا سيكون بمثابة "انتحار". وكان غوتيريش والولايات المتحدة، قد دعيا الخميس الفائت، لإقامة منطقة منزوعة السلاح حول المحطة لضمان سلامة الموقع والسماح بإرسال بعثة تفتيش.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقب محادثات ثلاثية عقدها مع غوتيريش والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة لفيف غربي أوكرانيا، أنه اتفق مع غوتيريش، على معايير بعثة قد ترسلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا النووية.
وفي تصريح له خلال رحلة عودته من كييف، قال أردوغان إنه سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين موضوع محطة زابوريجيا. كما أشار إلى أن زيلينسكي طلب عبر تركيا أن تزيل أنقرة جميع الألغام في محيط المحطة.
وتعتبر زابوريجيا المحطة النووية الأكبر في أوروبا، وتبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 5700 ميغاواط/ ساعة. وتضم 6 مفاعلات نووية وتوفر نحو 20% من إجمالي الكهرباء في أوكرانيا.
وسيطرت القوات الروسية عليها في مارس/ آذار لكن لا يزال فنيون أوكرانيون يعملون بها على الرغم من أن اثنين فقط من مفاعلاتها الستة هي التي تعمل بكامل طاقتها.
وسيفرض إغلاق المحطة ضغوطًا جديدة على الإمدادات الأوكرانية ولاسيما في الجنوب، في وقت تتوقع أوكرانيا بالفعل أكثر فصول الشتاء صعوبة منذ الاستقلال وتستعد لنقص محتمل في الطاقة.
استهداف القرم
وتتجه الحرب في أوكرانيا نحو منعطف قد يخالف قواعد الاشتباك في حرب موسكو على كييف، حيث أصبحت شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014 هدفًا للهجمات الأوكرانية. وقد ضربت 4 انفجارات على الأقل منطقة بالقرب من مطار عسكري روسي في القرم.
وقال مسؤول موال لموسكو :"إن الانفجارات لم تخلف أضرارًا". وأعلن حاكم عاصمة القرم أن المضادات الروسية أسقطت طائرة أوكرانية بدون طيار.
كما هددت كييف بتدمير الجسر الذي شيدته موسكو لربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
ويقابل التصعيد بين موسكو وكييف تحضير لدعم عسكري جديد لأوكرانيا من إدارة جو بايدن يقدر بنحو 800 مليون دولار، وفق وكالة "رويترز".