الخميس 19 Sep / September 2024

أزمة متفاقمة في العراق.. ما دلالات تشبث الصدر بموقفه ورفضه الحوار؟

أزمة متفاقمة في العراق.. ما دلالات تشبث الصدر بموقفه ورفضه الحوار؟

شارك القصة

قراءة تحليلية ضمن "الأخيرة" حول تطورات الأزمة العراقية ودلالات تشبث التيار الصدري وزعيمه بمواقفهم الحالية (الصورة: غيتي)
تتفاعل الأزمة العراقية على وقع إعلان مقتدى الصدر رفضه ما يخلص من نتائج الحوار الذي لم يشارك به، واعتباره أنها "لا تسمن ولا تغني من جوع".

تتفاعل الأزمة السياسية في العراق، على وقع حالة الانسداد السياسي المستمرّة، مع تأخّر تشكيل الحكومة، وغياب أيّ أفق لإجراء انتخابات مبكرة كما يطالب التيار الصدري.

وأعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنّه قدّم مقترحًا إلى الأمم المتحدة لجلسة حوار مع الفرقاء السياسيين، مشيرًا إلى أنه لم يتلقّ منهم تجاوبًا ملموسًا، وأنّ جوابهم لم يتضمّن شيئًا عن الإصلاح ولا عن مطالب الثورة ولا ما يعانيه الشعب.

ودعا الصدر أنصاره إلى انتظار خطواته المقبلة إزاء ما سمّاه سياسة التغافل عمّا آل إليه العراق بسبب الفساد والتبعية، كما دعا خصومه إلى عدم توقع مشاركته في حوار سري جديد، مؤكدًا أنه لن يجالس "الفاسدين ومن يريدون السوء أو قتله"، وفق قوله.

يأتي ذلك، بعد أن أعلن التيار الصدري يوم الخميس الفائت، رفضه ما يخلص من نتائج اجتماع للحوار الوطني الذي لم يشارك به، واعتبر أنها "لا تسمن ولا تغني من جوع"، متهمًا أغلب الحضور بالسعي إلى "البقاء على الكرسي".

ومن بغداد يقرأ الكاتب والصحافي في جريدة "الزمان" مجاشع التميمي لـ"العربي" في دلالات تصريحات التيار الصدري الأخيرة، مشيرًا أن قوى الإطار التنسيقي دعت إلى الحوار من أجل التباحث، إلا أنه "لم يغن عن شيء" كونه يشمل العديد من الأزمات منها تمسك الإطار التنسيقي بمواقفه التي تختلف تمامًا مع مشروع الصدر.

ويضيف: "لذلك طالب مقتدى الصدر أن يكون هناك لقاء علني عبر وسائل الإعلام، ليعرف الجميع ما هي خفايا هذه الحوارات التي استهلكت الكثير من الوقت والجهد والمال، فيما لم نصل إلى أي توافق لحد الآن".

عقبات أساسية أمام أي حوار في العراق

في هذا الخصوص، يلفت التميمي إلى أن هناك مبادرات عديدة تقدم من قبل بعض الأطراف، إلا أنها تصطدم بمعارضة الصدر الذي لا يزال متشبثًا بمواقفه السابقة المطالبة بأن تكون هناك إصلاحات جوهرية، والتخلي عن المحاصصة، والبقاء على القانون الانتخابي الحالي الذي أجريت عليه انتخابات 2021.

ويضيف: "هذه النقاط هي العقبة الأساسية أمام تقدم أي حوار أو مبادرات لحل الأزمة السياسية.. فلا يمكن لمقتدى الصدر بعد أكثر من عام من الحديث والترويج عن مشروعه الإصلاحي أن يتراجع اليوم".

ورأى البعض في تغريدة الصدر الأخير مؤشرات "تصعيدية"، لا سيما لجهة حديثه عن "خطوات أخرى" قال إنّ على الجميع انتظارها، إزاء ما وصفه بـ"سياسة التغافل" عمّا آل إليه العراق.

لماذا يتبنى الصدر "ثورة الجياع"؟

وعن تبني الصدر لما وصفها بـ"الثورة" رغم أنه كان جزءًا من العملية السياسية في العراق، يرى التميمي أنه بحسب الدستور فإن رئيس الوزراء هو المسؤول التنفيذي الأول عن أي إخفاق أو إنجاز في البلاد، وبالتالي لم يحصل التيار الصدري على هذا المنصب.

كما أن الصدر لم يقدم نفسه راعيًا لهذا الإصلاح، بل يريد أن يحصل تغييرًا في المشروع السياسي، بحسب التميمي.

ويلقي الصحافي العراقي الضوء في هذا الإطار على أن البلاد تعاني من نسبة فقر متزايدة حيث يعيش حوالي 40% من الشعب تحت خط الفقر، مقابل خسارة مليارات الدولارات في الحكومة نتيجة سوء الإدارة والفساد، على حد تعبيره.

أما عن الخطوات التي لوّح الصدر باتخاذها في حال لم يقدم الإطار التنسيقي الأجوبة المطلوبة، فيقدّر التميمي أن يسلك الأمر مسارًا قضائيًا بهدف حل البرلمان الحالي، إلى جانب التعويل شعبيًا على توسيع دائرة المظاهرات التي يشارك فيها التيار الصدري.

ويكمل التميمي لـ"العربي": "نلاحظ أن هناك ارتفاعًا في عدد المتضامنين مع هذه التحركات، وهناك تأكيدات في الشارع على أن هذه الاحتجاجات هي ثورة ليسب بصدرية، إنما أطلقها الفقراء والجياع وهم أول ضحايا الفساد الإداري".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة