تستضيف مدينة العلمين المصرية قمّة عربية خماسية بحضور كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وتتناول القمّة عددًا من الملفات الحسّاسة، من بينها ملف الأمن المائي في مصر، وملف إيران على ضوء الاقتراب من إحياء الاتفاق النووي، والاضطرابات السياسية التي يشهدها العراق، على أن يعقد لقاء خماسي "تشاوري" الثلاثاء بين الدول المشاركة، بحسب بيان صادر عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وتأتي هذه القمة بعد نحو شهر، من قمة عربية أميركية استضافتها السعودية، بمشاركة الدول ذاتها إضافة إلى قادة عرب آخرين، وبحضور الرئيس الأميركي جو بايدن.
وتشكّل هذه القمة خطوة جديدة في مسار آلية تشاور تضمّ مصر والأردن والعراق، بعد انضمام الإمارات والبحرين لها، تأسيسًا على قاعدة مواجهة التحديات التي نتجت عن أول اجتماع للدول الثلاث في القاهرة عام 2019.
وتشهد المنطقة العربية أزمات أمنية واقتصادية اشتدّت وتيرتها بسبب مواجهة جائحة كورونا منذ عام 2020، قبل أن تتفاقم وتتسع دائرتها مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، كما تسبّب النقص في إمدادات الطاقة والغذاء في آثار اقتصادية سلبية.
القمة الخماسية "مهمة جدًا"
وفي هذا السياق، تعتبر أستاذة العلوم السياسية نجلاء مرعي، أن القمة العربية المصغرة، التي تستضيفها مصر في مدينة العلمين الشمالية، مهمة جدًا من حيث التوقيت والقضايا المزمع تناولها.
وتشير مرعي، في حديث إلى "العربي" من القاهرة، إلى أن تلك القمة تأتي وسط أوضاع مضطربة تشهدها منطقة ذات تغيرات مستمرة، ما يدفع القادة المجتمعين في العلمين لإيجاد رؤية مشتركة قادرة على التعامل مع التحديات المستجدة، وفي مقدمتها الحرب الأوكرانية الروسية، وتأثيرها الغذائي والمائي.
وترى مرعي أن القمة العربية المصغرة بتوقيتها الحالي، تبعث برسالة للمجتمع الدولي بأن تلك الدول تملك إرادة سياسية كافية للدفاع عن مصالحها ومصالح دول عربية أخرى بصورة أشمل، وتتصدى لأي نوع من التهديد، من خلال آلية عربية عربية.
أدوار مشتركة
وتعتبر الأكاديمية المصرية أن المشاركة العراقية تكتسب أهمية قصوى لقدرة بغداد على لعب دور الوسيط مع إيران، مع تقدم المفاوضات بين الدول الكبرى وطهران حول الملف النووي.
كما تكشف أن محادثات جانبية بين الوفود المشاركة، شددت على مسألة الأمن الغذائي في ظل الحرب الأوكرانية، وإيلاء الاستصلاح الزراعي أولوية قصوى، في ظل انهيار في سلسلة الإمدادات العالمية والعربية خصوصا نتيجة تلك الحرب.
وحول الملفات الاقتصادية، تشدد مرعي على "الشراكة التكاملية الصناعية" بين مصر والإمارات والأردن والبحرين، التي تشهد تنمية صناعية تمكنها من تقديم قيمة إضافية في ما يتعلق بالحديد الخام، إضافة لسعي العراق للاستثمار في مجال الطاقة والغاز، والتعاون مع مصر في تبادل الخبرات واليد العاملة.