أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في بيان الثلاثاء، أنها ستزور محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، في غضون أيام إذا نجحت المحادثات من أجل السماح بهذه الزيارة.
ونقل بيان الوكالة عن مديرها العام رافائيل غروسي قوله: "أواصل التشاور بنشاط كبير ومكثف مع جميع الأطراف، ومن المتوقع أن تتم المهمة (إلى زابوريجيا) في غضون الأيام القليلة المقبلة إذا نجحت المفاوضات الجارية".
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات مرارًا بإطلاق النار على منشأة زابوريجيا التي سيطرت عليها القوات الموالية لموسكو بعد وقت قصير من الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط. ودعت الأمم المتحدة إلى إخلاء المنطقة من السلاح.
واستنكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان عمليات القصف الجديدة التي حدثت في الأيام الأخيرة والتي "ألحقت أضرارًا إضافية بالمنطقة".
وأكد المدير العام للوكالة الأممية رافايل غروسي: "ما زلت أتشاور... مع جميع الأطراف حتى تتم هذه المهمة الحيوية من دون تأخير".
وأضاف أن هذه الزيارة التي تهدف إلى "الحد من خطر وقوع حادث نووي خطير في أوروبا".
بدورها، أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن موسكو أعطت الضوء الأخضر لمهمة في 3 يونيو/ حزيران، وأنحت باللوم على كييف في محاولة تعطيل عملية التفتيش.
وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا في بيان: "نبدي أسفنا العميق لأن المهمة لم تبدأ بعد".
وكان مراسل "العربي" محمد حسن قد أفاد الجمعة، بأن الخلاف بين موسكو وكييف هو حول وصول وفد الخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف المراسل، أن أوكرانيا تطالب بأن يأتي الوفد عبر الأراضي الأوكرانية ثم يتوجه إلى المحطة، لكن روسيا تطالب بوصول الوفد إلى روسيا ومنها إلى المحطة، لكن الأمم المتحدة ترفض شرط موسكو وتتفق مع رؤية كييف.
"حدوث كارثة نووية"
وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا في الزيارة المحتملة لمفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمحطة الطاقة النووية الأوكرانية في زابوريجيا.
وقال لافروف في بيان: إنه خلال محادثة هاتفية "ناقشنا بالتفصيل الوضع حول المحطة والفرص المتاحة لتنظيم زيارة خلال مهمة للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأكد أن أوكرانيا تواصل "قصف أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وكذلك المنطقة المجاورة لها، ما يعرض جميع سكان أوروبا لخطر حدوث كارثة نووية".
والأسبوع الماضي، دعا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون بعد مكالمة هاتفية إلى تنظيم بعثة تفتيش للمحطة "في أقرب وقت ممكن".
وأفاد الكرملين بأن "الجانب الروسي أكد استعداده لتقديم كل الدعم اللازم لمفتشي الوكالة".
وأعلنت الرئاسة الفرنسية من جهتها أن ماكرون "أيّد إرسال بعثة من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أسرع وقت ممكن إلى الموقع وفق شروط أوكرانيا والأمم المتحدة".
وقال قصر الإليزيه: إن ماكرون وبوتين سيتحدثان مرة أخرى "في الأيام المقبلة بشأن هذا الموضوع بعد مناقشات تجريها الفرق التقنية وقبل نشر البعثة".
ويثير الوضع مخاوف من وقوع كارثة واسعة النطاق على غرار التي حدثت في تشيرنوبيل عام 1986.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا الجمعة بعدم قطع محطة زابوريجيا النووية عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، الأمر الذي تخشاه السلطات الأوكرانية.