في شحنة جديدة للحبوب ضمن اتفاقية سمحت بخروجها من الموانئ الأوكرانية، أكدت الأمم المتحدة أنّ سفينة تحمل قمحًا من أوكرانيا إلى منطقة القرن الإفريقي التي تعاني من الجفاف رست الثلاثاء، في أول رحلة منذ الهجوم الروسي.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنّ الناقلة بريف كوماندر تحمل 23 ألف طن من الحبوب وستتبعها قريبًا سفينة أخرى تحمل سبعة آلاف طن.
وكل شحنات الحبوب الخارجة من أوكرانيا، هي نتيجة التوصل في 22 يوليو/ تموز الماضي، تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة لـ "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" خلال اجتماع استضافته إسطنبول.
الشحنة في طريقها إلى إثيوبيا
وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم.
إلا أنه في خطوة تحديثية على مسار السفن، أقر مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، الأسبوع الماضي، مسارًا جديدًا للسفن التجارية التي تشحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية، حيث يبلغ طول المسار الجديد 320 ميلًا بحريًا.
وسيعمل المسار على ربط موانئ أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني/ يوجني الأواكرانية بنقاط التفتيش في المياه الإقليمية التركية.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إن إجمالي الشحنة التي سيتم تفريغها في جيبوتي ونقلها إلى إثيوبيا كافية لإطعام 1.5 مليون شخص لمدة شهر.
ويبدأ هذا بالكاد في التخفيف من مشاكل شرقي إفريقيا، حيث يقول برنامج الأغذية العالمي إنّ الطقس السيئ وارتفاع أسعار المواد الغذائية والصراع يعني أن 82 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية في تسع دول هي بوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا ورواندا والصومال وجنوب السودان والسودان وأوغندا.
وقبل بدء الحرب عليها، كانت أوكرانيا، تصدر حوالي 5 ملايين طن من المنتجات الزراعية شهريًا. ولكون أوكرانيا أحد أكبر منتجي الحبوب ومصدريها في العالم، زادت الحرب من المخاوف من حدوث أزمة غذاء عالمية.
وفي هذا السياق، أوضح مايكل دانفورد مدير برنامج الأغذية العالمي لشرق أفريقيا، أن "هذه الشحنة، وهي الأولى من بين العديد من الشحنات التي نأملها، ستتيح لبرنامج الأغذية العالمي تسليم هذه الحبوب إلى 1.53 مليون شخص في إثيوبيا وتغطية احتياجاتهم لمدة شهر. إنها بداية ولكن يجب علينا الاستمرار في تدفق الغذاء لإنقاذ الأرواح في جميع أنحاء المنطقة".
تسهيلات جديدة
وكانت أوكرانيا، أكدت السبت الماضي أنها ستسمح للبحارة التجاريين بمغادرة أوكرانيا إذا حصلوا على موافقة الهيئة الإدارية العسكرية المحلية في خطوة ستسهل عملية شحن الحبوب من موانئ البلاد.
وأمام سير شحنات الحبوب للعالم دون مخاطر أو تأثر بالحرب المتواصلة منذ فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تصدير بلاده إلى الآن مليون طن من المنتجات الزراعية من موانئها على البحر الأسود بموجب بنود اتفاق حبوب توسطت فيها تركيا والأمم المتحدة.
إضافة إلى ذلك، فإن مبادرة أخرى برعاية الاتحاد الأوروبي أتاحت تصدير ما بين 2.5 و3 ملايين طن من الحبوب الأوكرانية عن طريق البر، سواء على متن شاحنات أو بواسطة السكك الحديد.
وبحسب زيلينسكي، فقد جرى إرسال 44 سفينة إلى 15 دولة. وأضاف أنه سيجري استلام 70 طلبًا آخر لتحميل سفن، مؤكدًا أن هدف كييف هو تصدير ثلاثة ملايين طن شهريًا.
والثلاثاء الماضي، أعلن مسؤول أميركي كبير أن أوكرانيا تتجه في أغسطس/ آب الجاري لتصدير الكمية نفسها تقريبًا من الحبوب التي كانت تصدرها شهريًا قبل بدء الاجتياح الروسي لأراضيها.
