الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

بين وضع سقف لسعر البترول الروسي ووقف الغاز إلى أوروبا.. حرب الطاقة تشتعل

بين وضع سقف لسعر البترول الروسي ووقف الغاز إلى أوروبا.. حرب الطاقة تشتعل

شارك القصة

ناقشت حلقة "للخبر بقية" حرب الطاقة بين روسيا والدول الغربية في ضوء محاولات وضع سقف لسعر البترول الروسي ووقف موسكو تدفق الغاز عبر خط "نورد ستريم1" (الصورة: غيتي)
تواجه أوروبا خيارات صعبة مع اقتراب فصل الشتاء، فارتفاع أسعار تكاليف المعيشة وضع الحكومات في مأزق أمام شعوبها.

يتواصل التصعيد بين روسيا ودول الغرب، وجديده قرار دول مجموعة السبع الذي قضى بوضع حد أقصى لسعر البترول الروسي بهدف كبح جماح موسكو وشل قدرتها على تمويل الحرب في أوكرانيا.

في المقابل، خرج الكرملين وواجه خطوة المجموعة بتهديده بوقف بيع النفط لأي دولة تطبق القرار.

وأكد الاتحاد الأوروبي أنه سيواجه التحدي بالتحدي إذا لم تحترم الاتفاقات الموقعة بشأن الطاقة، وشدد على أنه يسعى لتشكيل تحالف أوسع يضم أستراليا وكوريا الجنوبية في محاولة لخنق روسيا.

إلا أن أوروبا تواجه خيارات صعبة مع اقتراب فصل الشتاء، فارتفاع أسعار تكاليف المعيشة وضع الحكومات في مأزق أمام شعوبها.

وكانت تصريحات لافتة صدرت لرئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن حول قطع التيار الكهربائي لساعتين عن المنازل الفرنسية خلال الشتاء. وقبلها بدأت ألمانيا بتفعيل معامل الفحم.

وقد تسبب ارتفاع أسعار الغاز بنسبة 400% منذ أغسطس/ آب الماضي في أزمة مؤلمة للمستهلكين وزيادة التكاليف على الشركات، وأجبر الحكومات على إنفاق المليارات لتخفيف العبء.

أوروبا والشتاء الصعب

وفي هذا الإطار، اعتبر الكاتب الصحفي أندريه مورتازين أن روسيا تسعى لرفع العقوبات عنها، مشددًا على أن "الدول الغربية تحاول عبر إجراءاتها خنق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإسقاط النظام في موسكو".

مورتازين قال في حديث إلى "العربي" من موسكو: إن "روسيا كانت مستعدة لتزويد ألمانيا بالغاز الرخيص بحسب العقود عبر خط أنابيب "نورد ستريم2" الذي كان جاهزًا، إلا أن أوروبا ومن ورائها أميركا لم ترغب في ذلك".

وأضاف أن أوروبا اختارت أن تعيش ظروفًا صعبة في الشتاء وأن تشتري الغاز في البورصات بأسعار غالية تقدر بأربعة آلاف دولار لكل ألف متر مكعب، بينما كانت ألمانيا تشتري الغاز من روسيا بموجب العقود بـ250 دولارًا لكل ألف متر مكعب. 

وأكد مورتازين أن اختيار أوروبا شراء الغاز الغالي سيدفع إلى زيادة التضخم وارتفاع الأسعار.

"قرار متوقع"

بدوره، رأى الصحفي المتخصص بالشؤون الأوروبية ناصر جبارة أن قرار غازبروم بوقف إمدادات الغاز عبر "نورد ستريم 1" كان متوقعًا، لافتًا إلى أن الاستعدادات في ألمانيا تسير على قدم وساق من أجل تعويض هذا النقص.

وأشار في حديث إلى "العربي" من برلين إلى أن الاتحاد الأوروبي كان يستعد قبل فبراير الماضي-موعد بدء الحرب الروسية على أوكرانيا- لاستبدال مواد الطاقة الروسية، لافتًا إلى أن هذه الخطوات تسارعت عندما بدأت الحرب.

إلا أن جبار اعتبر أن الكلام عن أن دولًا كألمانيا ستتمكن من تعويض إمدادات الطاقة الروسية ليس واقعيًا.

وشدد على أن الاتحاد الأوروبي وألمانيا اتخذوا قرارهم بمواصلة دعم أوكرانيا، بغض النظر عن النتائج.

"الجميع خاسر"

رئيس مركز الأبحاث والتنمية الاقتصادية حسن عبيد أكد أن الجميع خاسر من حرب الطاقة بين روسيا وأوروبا، معتبرًا أنها تؤثر على جميع المستويات أكانت بشرية أم إنمائية أو اقتصادية وغيرها.

وشرح في حديث إلى "العربي" من باريس أن روسيا خسرت عائدات الكثير من صادرات الغاز التي كانت توردها إلى أوروبا، إضافة إلى الأسمدة، مشيرًا إلى أن موسكو اضطرت لبيع الغاز بأسعار منخفضة للدول الآسيوية ومنها الهند، إلا أنه أكد أن موسكو عوضت خسارتها بعض الشيء بسياسة محنكة وذكية من خلال خطوات اتخذتها رئيسة المصرف المركزي الروسي.

ومن الناحية الأوروبية، أوضح عبيد أن القارة العجوز هي الخاسر الأكبر في هذه الحرب، مع ارتفاع معدلات التضخم ومؤشرات أسعار المستهلكين، إضافة إلى انخفاض القدرة الشرائية مما اضطر البنك المركزي الأميركي وفيما بعد الأوروبي إلى زيادة معدل الفائدة رغم المحاولات السابقة لعدم اللجوء إلى هذه الخطوة.

وتوقع عبيد رفع معدل الفائدة خلال الأيام القادمة بـ75 نقطة، لافتًا إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى نوع من الركود والانكماش الاقتصادي، متحدثًا عن تخوف من الكساد إذا استمرت الأزمة وإذا تواصلت السياسة الأوروبية الاقتصادية والمالية المتمثلة بفرض العقوبات على روسيا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close