في تعليق على تأجيل عودة خط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم1" التابع لشركة غازبروم، اعتبر البيت الأبيض، أن موسكو تستخدم الطاقة أداة للضغط على أوروبا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قوله: "للأسف ليس مستغربًا أن تستمر روسيا في استخدام الطاقة كسلاح ضد المستهلكين الأوروبيين".
وألغت روسيا موعدًا نهائيًا لاستئناف تدفق الغاز عبر الخط يوم السبت، مما أدى إلى تفاقم مشاكل أوروبا في تأمين الوقود لفصل الشتاء المقبل.
وأشارت شركة غازبروم، التي تسيطر عليها الدولة في روسيا وتحتكر صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، أمس الجمعة إلى أنها لن تستطيع استئناف ضخ النفط بأمان إلى أوروبا إلا بعد إصلاح تسرّب نفطي تم العثور عليه في توربين حيوي. ولم تذكر إطارًا زمنيًا جديدًا.
حد أقصى لسعر النفط الروسي
وفي إجراءات عقابية على روسيا لهجومها على أوكرانيا، من المتوقع أن يحظر الاتحاد الأوروبي استيراد النفط الخام من روسيا في أوائل ديسمبر/ كانون الأول والمنتجات المكررة بعد شهرين.
ووافقت مجموعة الدول السبع رسميًا أمس الجمعة، على فرض حد أقصى لسعر النفط الروسي بهدف تقليص العائدات لحرب موسكو، مع الحفاظ على تدفق النفط إلى الأسواق العالمية.
وأشار وزير المالية الألماني إلى أن دول المجموعة وحلفاءها يريدون مواجهة حاسمة مع موسكو، لافتًا إلى أن الأخيرة تستفيد اقتصاديًا من حالات عدم الاستقرار بشأن أسواق الطاقة، التي سببتها الحرب، وتحقق أرباحًا كبيرة من تصدير النفط ونريد مواجهة ذلك بشكل حاسم.
شبح الشتاء القارس يهدد الأوروبيين بعد تقليص #روسيا إمداداتها من الغاز تقرير: كامل لطفي pic.twitter.com/rF8nquPOg3
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 27, 2022
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن الولايات المتحدة وأوروبا تتعاونان لضمان توافر الإمدادات الكافية.
أما الكرملين، فقد حذّر من أن فرض الدول الغربية سقفًا لسعر بيع النفط الروسي سيزعزع استقرار سوق النفط العالمية.
وأفاد المتحدث باسمه ديميتري بيسكوف، بأن الشركات التي تفرض حدًا أقصى للسعر لن تكون بين الحاصلين على النفط الروسي.
"ردًا على قرار المجموعة"
ويلفت الباحث في العلاقات الدولية محمد رجائي بركات، إلى أن قرار إغلاق "نورد ستريم1" إلى أجل غير مسمى يأتي ردًا على القرار الذي تبنته مجموعة الدول السبع.
ويقول في حديثه إلى "العربي" من بروكسل، إن كل التصريحات تشير إلى أن دول الاتحاد الأوروبي، والدول السبع، ولا سيما دول الاتحاد تريد الحصول على أكبر قدر من احتياطي النفط والغاز لفصل الشتاء القادم، ولكنها مستمرة في الوقت نفسه في دعم أوكرانيا.
ويعتبر أن دول الاتحاد الأوروبي كان عليها أن تتوقع من روسيا أن تتبنى هذا الموقف، موضحًا أن العداء الذي ظهر أخيرًا واستمرار الحرب والدعم الأوروبي والأطلسي لأوكرانيا جعل موسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتبنيان قرارات كهذا.
"كانت تحصل قبل الحرب"
بدوره، يرى الكاتب الصحافي رولاند بيغاموف، أن قرار غازبروم قد تصادف مع قرار مجموعة السبع في ما يتعلق بالنفط، مؤكدًا أن هذين الملفين مرتبطان ولكن منفصلان في آن.
ويلفت في حديثه إلى "العربي" من موسكو، إلى تضافر الأسباب التقنية والسياسية؛ شارحًا أن التوربين يشتغل لمدة 1000 ساعة ثم تتم الصيانة الدورية، وقد تم اكتشاف وجود أعطال في المحرك، بحضور ممثل من شركة "سيمنز" الألمانية.
ويوضح أن هيئة الرقابة الروسية طلبت وقف المشروع حفاظًا على سلامته، قائلًا إنه تم بث رسالة إلى الشركة الألمانية حول هذا الموضوع.
ويشير إلى أن مثل هذه الأعطال كانت تحصل قبل الحرب الروسية على أوكرانيا وقبل العقوبات الغربية على موسكو.