تعمل مؤسسة "الحمدي" للتنمية الإنسانية في اليمن، على مساعدة الطلاب اليمنيين من أجل استكمال دراستهم العليا في ظل ظروف الحرب والأزمة الاقتصادية، حيث تنسق مع مراكز التعليم والتدريب، لتخفيض الرسوم وإلغائها في بعض الحالات، وتقسيطها بحالات أخرى.
فقد بدأت المؤسسة مع بداية الحرب في اليمن بتنفيذ برنامجها لمساندة الطلاب العاجزين عن إتمام تعليمهم الجامعي وإعادتهم إلى مقاعد الدراسة، وما زالت تستكمل مهامها بنجاح، بعد أن تمكنت من مواجهة ظروف الحرب والحفاظ على نشاطها طوال 7 سنوات.
في هذا السياق، يؤكد طه الحمدي مدير عام مؤسسة "الحمدي" الإنسانية أن الجهود تبذل بالتظافر مع العديد من أبناء المجتمع ورؤساء الجامعات والأكاديميين والتربويين، فضلًا عن المستشارين لدى المؤسسة.
ويضيف الحمدي في حديث إلى "العربي": "من خلال ذلك نجحنا في تصويب عمل المؤسسة وبلورة أهدافها".
20 ألف طالب إلى مقاعد الدراسة من جديد
وتتنوع مزايا برنامج المنح الجامعية بين تخفيض الرسوم إلى النصف، ومتابعة الإجراءات أو التنسيق المباشر مع الجامعات والمعاهد، وهو ما يعكس حجم الإقبال اللافت من قبل الطلبة، بخاصة مع توسع نشاطه إلى عدد من المحافظات اليمنية.
ومع ظروف الحرب، برزت العديد من برامج التمكين بشقيه العلمي والاقتصادي، وبرنامج المنح الجامعية واحد من هذه البرامج التي أسهمت حتى الآن في مساعدة أكثر من 20 ألف طالب على إكمال تعليمهم العالي، بالتنسيق مع عدد من الجامعات والمعاهد الأهلية.
ومن صنعاء، يشرح فواز الحمدي أمين عام مؤسسة "الحمدي" للتنمية الإنسانية لـ"العربي"، أن المستفيد من هذا البرنامج هو الطالب أولًا وأخيرًا فضلًا عن المجتمع اليمني "نظرًا إلى الوضع المعيشي الراهن".
ويلفت الحمدي إلى أن الطلاب تضرروا بشكل مباشر من الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، حيث لم يعد بإمكان أعداد كبيرة منهم الالتحاق بالجامعات أو استكمال تعليمهم، ولذلك بادرت المؤسسة إلى إنشاء برنامج المنح الذي يمر بأربع مراحل.
جمعية تنموية في #اليمن تتبنى خطة لمساعدة الطلبة على الالتحاق بالجامعات والمعاهد👇 تقرير: خليل القاهري#العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/kzey4uzkQf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 14, 2022
متابعة قبل وبعد التخرج
ويشير أمين عام مؤسسة "الحمدي" إلى أن المرحلة الأولى تُعنى بتأهيل الطالب قبل التحاقه بالجامعة، لمساعدته على اختيار تخصصه عبر اتباع مقاييس الميول المهنية، "فبسبب الحصار والحرب تشتت الطلاب في ما يتعلق بالتخصص المناسب والجامعة".
وأثناء التسجيل، تبدأ المؤسسة بالمرحلة الثانية التي تهدف إلى الإرشاد والتوجيه الأكاديمي لكل فرد، عبر عرض الجامعات الأقل سعرًا ومميزات كل معهد أكاديمي والتخصص الذي يناسب سوق العمل مستقبلًا.
أما بعد التسجيل، فتتابع "الحمدي" عملها من خلال المرحلة الثالثة التي تسعى إلى تنمية قدرات الطلاب داخل الجامعات التي اختاروها، عبر إقامة دورات تدريبية وفق ما يؤكد فواز الحمدي.
وبعد تخرجهم، تنظم المؤسسة في المرحلة الرابعة دورات تأهيلية لتحضير الطلاب المتخرجين إلى سوق العمل، ومواكبة التطورات الحديثة لإرشاد الشبان والشابات نحو الخيارات الأفضل.
تمويل مؤسسة "الحمدي"
وعن سبل تمويل المؤسسة، يؤكد الحمدي أن الطالب المشترك يدفع عضوية رمزية لا تكلف أكثر من 3 دولارات أو ما يعادل 2000 ريال يمني.
بالإضافة إلى ذلك، يشير أمين عام مؤسسة "الحمدي" إلى أن عددًا من الأهالي يدفعون بأولادهم للعمل التطوعي في المؤسسة ما يساعد القيمين على هذا المشروع كثيرًا.
وفيما يتعلق بمجال التسويق والترويج للمؤسسة، فلا تتكفل الأخيرة بأية مصاريف كون الطالب نفسه وأهله يروجون للبرنامج عبر التكلم للآخرين عن تجربتهم، بعد أن يلمسوا نجاح الخدمة المجانية المقدمة إليهم، والمميزات التي يحصلّها الطلاب الملتحقون.