الأحد 10 نوفمبر / November 2024

سلسلة عمليات في الضفة.. هل تنجح إسرائيل في إيقاف المقاومة الفلسطينية؟

سلسلة عمليات في الضفة.. هل تنجح إسرائيل في إيقاف المقاومة الفلسطينية؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول تصاعد أعمال المقاومة الفلسطينية في الضفة وسط إجراءات الاحتلال (الصورة: غيتي)
أعلن الاحتلال رفع حالة التأهب العسكرية في الضفة الغربية وشرق القدس ونشر وحدات جيشه المختلفة مع تصاعد أعمال المقاومة.

تشتعل المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية واحدة تلو الأخرى، ويشدد الاحتلال من إجراءاته على الفلسطينيين، ويقوم بقتلهم والتنكيل بهم، ويؤمّن هجمات المستوطنين عليهم، ما يدفعهم للدفاع عن أنفسهم، وتنفيذ أعمال مقاومة ضد الجنود والمستوطنين.

ويستمر الاحتلال في إغلاق نابلس للأسبوع الثالث على التوالي، خشية عمليات عرين الأسود، ويراقب جنين ومخيماتها لتأتيه عملية مقاومة من الخليل وأخرى في أريحا.

والأحد، استشهد الفلسطيني بركات عودة من منطقة العيزرية شرق القدس، بعد إطلاق الرصاص عليه بتهمة تنفيذه عملية دهس لخمسة جنود قرب أريحا.

ويواصل الاحتلال إغلاق بعض المداخل الرئيسية في الخليل خاصة في محيط البلدة القديمة، بعد تنفيذ الشهيد محمد الجعبري عملية إطلاق النار مساء السبت، والتي أسفرت عن قتل مستوطن وإصابة ثلاثة آخرين قرب مدخل مستوطنة "كريات أربع" شرقي الخليل.

من جهته، يقول حجازي الجعبري أحد أقرباء الشهيد لـ"العربي": إن "ما يحصل في الأقصى وجنين ونابلس والضفة كلها، هو أمر طبيعي لإثارة الفلسطينيين من أجل الثأر لكل ما يحصل حتى ضد اعتداءات المستوطنين".

وعلى وقع عملية الجعبري، أغلق الاحتلال مداخل الخليل، في حين أعلن الفلسطينيون إغلاق محالهم فيها احتجاجًا على استمرار القتل والاعتداء عليهم.

وضمن حالة التصعيد التي يقوم بها، أعلن الاحتلال رفع حالة التأهب العسكرية في الضفة وشرق القدس، ونشر وحدات جيشه المختلفة فيها، مع تصاعد أعمال المقاومة.

مسار تكتيكي وإستراتيجي

وتعليقًا على تطورات الأوضاع في الضفة الغربية، يرى الباحث في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، أن إسرائيل تخطط لمسارين الأول تكتيكي والثاني إستراتيجي، موضحًا أن المسار الأول هو فرض حالة من حالات الأمن، ولو استلزم الأمر إغلاق كل المدن الفلسطينية، ما قبل الانتخابات الإسرائيلية المزمع عقدها في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني، لأن هذا يضرب بأساس وجود الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الموجودة من أجل استقرار هذا النظام السياسي الذي له علاقة بوجود المشروع الصهيوني.

أما على المستوى الإستراتيجي، فيشير لافي إلى أن إسرائيل تريد العزل، ولكنها تريد من جهة أخرى الضغط على الحاضنة الشعبية المؤيدة للفعل الجماهيري.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من غزة، أن إسرائيل لا تستطيع السماح لنفسها ولا لأمنها بأن تنتشر حالات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، لأنها تعتبر الضفة ساحة المواجهة الحقيقية مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن الاحتلال يريد نفي الفلسطينيين.

ويتابع لافي أن الخيارات الإسرائيلية لوقف حالات المقاومة الفلسطينية "صعبة ومقعدة"، بسبب الطريقة والشكل التنظيمي للمقاومة الحديثة في الضفة، غير المألوفة للإسرائيليين.

أشكال جديدة من العمل الكفاحي

من جانبه، يشير مدير البرامج بمركز مسارات خليل شاهين، إلى أن هناك حراكًا في فلسطين يتمثل بوجود أشكال من العمل الكفاحي ومن التعبير عن الرأي في مجالات مختلفة تتطور منذ فترة خارج المنظومة السياسية التقليدية، أي خارج إطار منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والأحزاب السياسية.

ويوضح في حديث لـ"العربي" من رام الله، أن الحراك بدأ يتطور منذ نهاية عام 2015، عندما بدأت ما عرفت باسم موجات الطعن بالسكاكين والدهس، ومن ثم تطورت الأشكال أكثر فأكثر طيلة السنوات الماضية، مع ازدياد حالة عدم الثقة ما بين الجمهور الفلسطيني والسلطة من جهة، وتراجع دور الأحزاب السياسية من جهة أخرى.

ويتابع شاهين أن المقاومين في مجموعة عرين الأسود حسبما ما يقولون هم ليسوا جيل القيادة ولا يطرحون أنفسهم كذلك، لأنهم يعتبرون أنفسهم جيل التضحية ومن بعدهم سيأتي جيل الإعداد، مضيفًا أنهم يريدون إحداث حالة تعيد الوعي بالشرط الاستعماري القائم، وتعيد الوضع الطبيعي إلى العلاقة ما بين الشعب الخاضع للاحتلال وبين السلطة القائمة بالاحتلال.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close