تتفاقم معاناة الصيادين في قطاع غزة يومًا بعد يوم، فالاعتداءات الإسرائيلية لم تقتصر على الاستهداف المباشر بل وصل الأمر للتدمير الممنهج لمعداتهم وقواربهم، ومنع إدخال قطع جديدة للإصلاح لتصبح أعداد كبيرة من مراكب الصيادين خارج الخدمة، وتضيف عبئًا ثقيلًا عليهم.
ويحاول الصيادون بإمكانيات محلية إصلاح ما يمكن إصلاحه من أضرار لحقت بمراكبهم، إذ تقول المنظمات الأهلية بغزة إن الأضرار طالت أكثر من 200 مركب حتى الآن جراء استمرار الاعتداءات.
الاحتلال يستهدف الصيادين بالاعتقالات والملاحقة في قطاع #غزة ويمنع إدخال قطع إصلاح المراكب المتعطلة تقرير: عبدالله المقداد pic.twitter.com/dBJz1kCpIK
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 6, 2022
ويعمل نحو 4000 صياد في مهنة الصيد البحري في غزة، حيث تعرض عدد كبير منهم في عرض البحر للملاحقة والاعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل انتهاكاته بحقهم.
فلا يكتفي الاحتلال بالاستهداف المباشر للصيادين خلال عملهم داخل البحر في غزة، بل وصل الأمر إلى حد منعهم من إعادة تأهيل مراكبهم، ليساهم بذلك في خنق واحد من أهم ركائز الاقتصاد المحلي، حسب "مراسل العربي".
"عملية تدمير ممنهج"
وفي هذا الإطار، يوضح مسؤول قطاع الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر أن نحو 280 مركبًا بحاجة إلى صيانة آنية، مشيرًا إلى أن العدد الأكبر منها بحاجة إلى صيانة بشكل دوري، ويؤكد أن كل محركات الصيادين بدون استثناء باتت خارج الخدمة، وأصبحت تشكل معاناة فوق المعاناة التي يعانيها الصيادون.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من غزة، أن قطاع الصيد في غزة يتعرض لعملية تدمير ممنهج تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأشكال مختلفة، وهي الحصار البحري الخانق والمشدد على الصيادين وتحديد مساحات الصيد بـ6 أميال و3 أميال بحرية.
ويتابع بكر أن الاحتلال خلال السنوات الأخيرة تعمد الالتفاف على الحصار البحري، من خلال تحسين صورته بادعائه توسيع مساحة الصيد إلى 15 ميلًا بحريًا، بينما لم يفعل شيئًا على أرض الواقع، نتيجة لعمليات ملاحقة الصيادين، بالإضافة إلى تقسيمه ساحل قطاع غزة الذي يبلغ 40 كيلومترًا إلى عدة أقسام.
ويشير مسؤول قطاع الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي إلى أن زوارق الاحتلال البحرية تعتدي على الصيادين في المناطق التي تدعي أنها مناطق مسموح الصيد بداخلها.
ويلفت بكر إلى أن الاحتلال يمنع إدخال قطع الصيد للصيادين، وقطع الصيانة كالفايبر كلاس والألواح الزجاجية، بالإضافة إلى الأجهزة الإلكترونية التي تساعد الصيادين، مثل كاشف السمك وجهاز تحديد الأماكن.
ويوضح أن الاحتلال يسمح لسكان قطاع غزة بالصيد في المناطق القريبة من الشواطئ بسبب الحصار البحري، وتحديد مساحة الصيد إلى 6 أميال، مشيرًا إلى أن هذه المساحة مسموح الصيد فيها، بينما تقول القوانين والأعراف الدولية إن من حق الشعوب الانتفاع بخيراتها حتى 200 ميل بحري.