أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إفراج حكومة طالبان عن أميركيين اثنين كانا معتقلين في أفغانستان، في اليوم الذي واجهت فيه الحركة إدانات لحظرها التعليم الجامعي للنساء.
ويأتي الإفراج عن الأميركيين في اليوم الذي حظرت حكومة "طالبان" على النساء في أفغانستان ارتياد الجامعات، ما استدعى إدانة من الولايات المتحدة التي حذّرت من أن تلك الخطوة سترتب على الحركة تكاليف.
"بادرة حسن نية"
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: "نفهم أنها بادرة حسن نية من جانب طالبان. لم يكن الأمر متعلقًا بأي تبادل لسجناء أو معتقلين. لم يتم دفع أي أموال".
وأضاف برايس: "لا يفوتنا للمفارقة أنهم قاموا ببادرة حسن نية تجاهنا في اليوم الذي اتخذوا فيه خطوة كتلك تجاه الشعب الأفغاني"، مضيفًا: "السؤال يوجّه لطالبان بشأن توقيت هذا الأمر".
ووفق المتحدث، سُلّم الأميركيان إلى قطر التي لعبت دورًا أساسيًا في دعم مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان منذ سيطرة "طالبان" على الحكم.
وقال برايس إن قواعد السرية تمنعه من تقديم مزيد من التفاصيل بشأن الأميركيَين.
غير أن شبكة "سي إن إن" الإخبارية ذكرت أن أحدهم يدعو إيفور شيرر، وهو مخرج سينمائي اعتقل في أغسطس/آب، مع منتج أفغاني لم يتّضح مصيره بعد، أثناء تصوير موقع هجوم بمسيّرة أميركية أدى إلى مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري.
وأدانت الولايات المتحدة مرارًا سجل طالبان منذ عودة الحركة إلى السلطة العام الماضي، بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، ما أدى إلى انهيار الحكومة المدعومة من الغرب بعد عقدين من توليها السلطة.
لكن إدارة بايدن قالت إن طالبان كانت متعاونة إلى حد كبير خلال تلك الفترة في السماح بمغادرة المواطنين الأميركيين.
حظر التعليم الجامعي على الفتيات
والثلاثاء، أعلنت حكومة طالبان، الثلاثاء، أن الجامعات الأفغانية باتت محظورة لأجل غير مسمّى على الفتيات، المحرومات أصلًا من التعليم الثانوي منذ وصول الحركة إلى الحكم.
وقال وزير التعليم العالي ندا محمد نديم، في رسالة موجّهة إلى كلّ الجامعات الحكومية والخاصة في البلد: "أبلغكم جميعًا بتنفيذ الأمر المذكور بوقف تعليم الإناث حتى إشعار آخر".
والجامعات مغلقة راهنًا في سياق العطلة الشتوية، ومن المفترض أن تُعيد فتح أبوابها في مارس/ آذار المقبل.
ويأتي الحظر المفروض على التعليم العالي للفتيات والنساء، بعد أقلّ من ثلاثة أشهر من إجراء الآلاف منهنّ امتحانات القبول بالجامعة في أنحاء البلاد. وهنّ كنّ يطمحن بخوض غمار مجالات مثل الهندسة والطبّ.
وبعد عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021، تعهّدت طالبان بإبداء مرونة أكبر، لكنها سرعان ما رجعت إلى تفسيرها المتشدد للشريعة الذي طبع حكمها بين عامي 1996 و2001.
وزادت الحركة من التدابير المقيّدة للحريات، لا سيما بحقّ النساء اللواتي استبعدن تدريجيًا من الحياة العامة، وأُقصين من المدارس الثانوية.
وصرّح عدّة مسؤولين في الحكومة أن الموارد البشرية والمالية غير كافية راهنًا، غير أن مؤسسات التعليم ستفتح أبوابها مجددًا بعد وضع برنامج للتعليم الإسلامي.
وقال عمر زخيلوال الذي كان وزيرًا للمالية في الحكومة السابقة إن "القيود الجديدة التي تطال تعليم النساء في أفغانستان مأساوية. وهذا الحظر لا يقوم على أي أساس ديني أو ثقافي أو لوجيستي. وهو مجرد انتهاك فادح لحق النساء في التعليم وخلل فظيع في بلدنا".
بدوره، غرّد رامز الأكبروف، كبير مسؤولي الأمم المتحدة في أفغانستان، إن "التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان. وإغلاق الباب في وجه تعليم النساء يعني إغلاق الباب في وجه مستقبل أفغانستان".
من جهتها، ندّدت الولايات المتحدة بقرار طالبان الأخير، وحذّرت من اتخاذ تدابير مضادة فضلًا عن مزيد من العزلة عن بقية العالم.