وصلت إلى إدلب أول دفعة من اللقاحات المضادة للكوليرا المقدمة من منظمة "اليونيسيف" والتحالف العالمي للقاحات اليوم الخميس عبر معبر "باب الهوى" الحدودي، وذلك بعد انتشار الإصابات بالمرض شمال غربي سوريا.
وتتكون هذه الدفعة من حوالي 1.7 مليون جرعة لقاح فموي ضد مرض الكوليرا من نوع "إيفيكول"، وهو لقاح آمن وفعال ويستخدم في معظم دول العالم.
وبينما سجلت مديرية الصحة في إدلب أكثر من 37 ألف إصابة بالكوليرا، يعد وصول اللقاحات خطوة تمهيدية للانطلاق بحملة تطعيم شاملة في المنطقة، منعًا لاستمرار تفشي المرض.
يأتي ذلك، وسط تحذيرات صحية من انتشار الإصابة بين أكثر من نصف مليون سوري في مخيم أطمة، بمناطق الشمال السوري.
من ستشمله حملة التلقيح ضد الكوليرا؟
وواكب مراسل "العربي" في إدلب خالد الإدلبي دخول شحنات اللقاحات إلى داخل معبر "باب الهوى" على الحدود السورية التركية، حيث استلمت مديرية الصحة في إدلب الدفعة الأولى التي ستقدم خلال الأيام الأولى لأهالي المنطقة.
وعن حملة التلقيح، أشار الإدلبي إلى أنها ستشمل كل أهالي المنطقة الذين يبلغون من العمر عامًا واحدًا وأكثر، حيث بدأت مديرية الصحة بالترويج لحملة التطعيم التي ستستكمل بتسلم دفعات إضافية من اللقاحات.
أما مرض الكوليرا، فقد انتشر بشكل كبير شمال غرب سوريا بعد توقف عدد كبير من مشاريع الإصحاح وصعوبة الاهتمام بالنظافة الشخصية داخل المخيمات، حيث أعلنت السلطات الصحية عن تسجيل 6000 حالة خلال الشهر الفائت وحده، و20 حالة وفاة، بحسب مراسلنا في إدلب.
هل التلقيح كفيل بالقضاء على الكوليرا؟
متابعةً لهذا الملف، يؤكد عبد الرحمن العمر كبير المستشارين الصحيين في الجمعية الطبية السورية الأميركية، أن تقديم اللقاحات هو أحد أهم الخطوات لضبط تفشي الكوليرا بين المناطق.
فيلفت العمر في حديث مع "العربي" إلى أن التطعيم سيكون له أثر أكيد للحد من انتشار المرض شمال غرب سوريا، وأن اللقاح هو الخطوة الأولى ضمن مجموعة إجراءات ضرورية للقضاء على كوليرا مثل الوقاية والاحتراز، وتعزيز النظافة الشخصية.
ويقول كبير المستشارين الصحيين من غازي عنتاب: "نحن متفائلون بوصول 1.7 مليون جرعة، وتجري التحضيرات اللوجستية من تجهيز الكوادر وسلسة التبريد والمخازن، لكن كل ذلك في كفة والإجراءات الوقائية في كفة أخرى".
وعليه، يوصي العمر بضرورة استخدام الأهالي للمياه الآمنة المكلورة أو المغلية أو المبردة، والاهتمام بالإجراءات الوقائية الشخصية من غسل اليدين بالماء والصابون، أو بالكلور.
