الأحد 17 نوفمبر / November 2024

تنكيس الأعلام بعد "مجزرة كاليفورنيا".. الشرطة الأميركية تعثر على القاتل ميتًا

تنكيس الأعلام بعد "مجزرة كاليفورنيا".. الشرطة الأميركية تعثر على القاتل ميتًا

شارك القصة

نافذة إخبارية أرشيفية لـ"العربي" حول جرائم القتل الجماعي في أميركا وأسبابها (الصورة: وسائل إعلام أميركية)
ضرب العنف المسلح أميركا من جديد وهذه المرة في ولاية كاليفورنيا التي شهدت مجزرة مروعة جراء إطلاق أحد الأشخاص النار على محتفلين في السنة القمرية الجديدة.

أعلنت شرطة لوس أنجلوس، أمس الأحد، أنّ المسلّح الذي يُشتبه بقتله 10 أشخاص خلال احتفالات رأس السنة القمريّة الجديدة في كاليفورنيا بالرصاص، أطلق النار على نفسه، وانتحر بينما كانت قوّات الأمن تتعقّبه.

وقال قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس روبرت لونا، إنّ الشرطة كانت تتعقّب مركبة، وعندما اقترب عناصرها منها، سمعوا طلقة واحدة من داخلها. وأضاف لونا: "المشتبه به أصيب بطلق ناري وأُعلِن موته في مكان الواقعة".

ليلة من الرعب

وعاشت ولاية كاليفورنيا، ليلة من الرعب، حيث قُتل 10 أشخاص، وأصيب 9 آخرون، أمس، إثر إطلاق نار في مدينة مونتيري بارك، قرب موقع احتفالات بالسنة الصينية الجديدة. 

المشتبه به في جريمة كاليفورنيا
المشتبه به في جريمة كاليفورنيا - وسائل إعلام أميركية

وقال لونا إنّ المشتبه به الوحيد من أصل آسيوي ويبلغ 72 عامًا، وعُرّف عنه باسم هوو كان تران، مضيفًا أنّ الدافع وراء هذا الهجوم في رأس السنة القمريّة الجديدة لم يُعرَف بعد، وأنّ التحقيق لا يزال جاريًا، بعد أن انتهت عملية تعقّب مطلق النار على بُعد أكثر بقليل من 40 كيلومترًا من المدينة التي حصل فيها إطلاق النار.

وحاصرت الشرطة مركبة بيضاء إثر المطاردة الطويلة، وعثرت في داخلها على جثّة هامدة، بحسب صور بثّتها قنوات تلفزيونيّة.

تنكيس أعلام

ودفعت المجزرة التي أدت لسقوط ضحايا جدد في حمى حوادث إطلاق النار الأميركية، الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الإعلان عن تنكيس الأعلام في المباني العامة حتّى غروب الشمس في 26 يناير/ كانون الثاني، "احترامًا لضحايا أعمال العنف العبثيّة التي ارتُكِبت في 21 يناير 2023 في مونتيري بارك بولاية كاليفورنيا"، حسبما جاء في بيان للبيت الأبيض.

وكتب بايدن على تويتر إنه وزوجته جيل "يصلّيان لأرواح من قُتلوا وجُرحوا في إطلاق النار الدامي في مونتيري بارك"، مضيفًا: "أراقب الوضع من كثب". كما وجّه رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو تعازيه مغرّدًا: "قلبي ينفطر لسكان مونتيري بارك".

وأوضح مسؤولون أنّ القتلى هم خمس نساء وخمسة رجال، بدون إعطاء أعمارهم ولا أسمائهم.

حادثة ثانية

وفي وقت سابق، قال قائد شرطة لوس أنجلوس روبرت لونا: "نعتقد أنّها إحدى أبشع القضايا في المقاطعة"، لافتًا إلى أن الشرطة استجابت لمكالمات طوارئ عند الساعة 10,22 مساء السبت بالتوقيت المحلي، ووجدت أشخاصًا يخرجون مسرعين من المكان.

وأضاف: "للأسف أعلن عناصر الإطفاء مقتل عشر ضحايا في الموقع". وتحدّث لونا عن واقعة ثانية في مدينة ألامبرا حصلت بعد 20 دقيقة تقريبًا من الهجوم في مونتيري بارك. وفي التفاصيل، دخل رجل آسيوي يحمل مسدّسًا إلى مرقص، لكنّه حوصر ونُزع منه السلاح. وفرّ الرجل ولم يتمّ الإبلاغ عن أي إصابات.

وقال لونا إنّ المحقّقين يبحثون في ما إذا كانت الحادثتان مرتبطتين.

ومونتيري بارك بعيدة بضعة كيلومترات عن وسط لوس أنجلوس، ويسكن فيها نحو 60 ألف شخص معظمهم آسيويون أو آسيويون أميركيون. وأضاف لونا: "لا نعلم ما إذا كانت هذه الجريمة تحديدًا هي جريمة كراهية بموجب القانون، لكن من يدخل إلى مرقص ويطلق النار على نحو 20 شخصًا؟".

روايات الشهود

وكشف أحد السكان المحليين لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن صديقته كانت في المرقص إلا أنها كانت في الحمام عندما بدأ إطلاق النار. وعند خروجها، رأت مسلحًا يطلق النار عشوائيًا، وثلاث جثث تعود الى امرأتين وشخص عُرّف عنه بأنه مدير المكان.

وأوردت الصحيفة أن سونغ وون تشوي الذي يملك مطعمًا للمأكولات البحرية قرب مكان الواقعة، قال إن ثلاثة أشخاص هرعوا إلى مطعمه وأخبروه بأن يقفل الباب. وقال هؤلاء الثلاثة إن هناك رجلًا يحمل مسدسًا نصف آلي مع طلقات عدة من الذخيرة، وإنه يعيد تلقيم السلاح كل مرة تنفد الذخيرة.

وذكرت صحيفة "ذي تايمز" أن عشرات الآلاف من الأشخاص تجمعوا في وقت سابق من يوم السبت للمشاركة في احتفالات السنة القمرية الجديدة التي تستمر يومين، علمًا بأنها من أكبر الاحتفالات في هذه المناسبة في جنوب كاليفورنيا. وكتبت رئيسة البلدية السابقة لمونتيري بارك جودي تشو: "قلبي ينفطر للضحايا وعائلاتهم وأهالي مدينتي".

وقالت تشو إنها كانت في مكان الاحتفال قبل ساعات من إطلاق النار، أي حين كانت أعداد الحاضرين أكبر، مضيفًا: "كان يمكن أن يحصل ما هو أسوأ مما حصل".

"العنف المتنقل في أميركا"

والجريمة هي أحدث حلقة في سلسلة العنف باستخدام السلاح، الذي يعد أزمة كبيرة في البلاد، حيث حصلت أكثر من 600 عملية إطلاق نار استهدفت مجموعة من الأشخاص في العام 2022، وفق موقع "أرشيف عنف الأسلحة" Gun Violence Archive.

وأحيت حوادث إطلاق النار الجدل حول فرض قيود على استخدام الأسلحة، رغم إحراز تقدم ضئيل في الكونغرس بشأن تبني إصلاحات، فيما قضى أكثر من 44 ألف شخص متأثرين بإصابتهم بأعيرة نارية في العام 2022، وأكثر من نصفهم حالات انتحار.

ويملك واحد من كل ثلاثة بالغين في الولايات المتحدة سلاحًا واحدًا على الأقل، ويعيش واحد من كل شخصين بالغين في منزل يحوي قطعة سلاح.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close