الخميس 21 نوفمبر / November 2024

دراسة تحذيرية.. تلوّث الهواء يزيد خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق

دراسة تحذيرية.. تلوّث الهواء يزيد خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق

شارك القصة

ناقش برنامج "صباح جديد" التهديدات التي يفرضها تلوّث الهواء على أوروبا (الصورة: غيتي)
يأمل الباحثون في أن يأخذ صانعو السياسات نتائج دراستهم بعين الاعتبار من خلال تنفيذ معايير أو لوائح أكثر صرامة للتحكّم في تلوث الهواء في المستقبل.

حذّرت دراسة بريطانية جديدة من أن التعرّض طويل الأمد لمستويات منخفضة نسبيًا من تلوّث الهواء يزيد خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.

وتتبّع الباحثون، من جامعات "أكسفورد" و"بكين" و"إمبريال كوليدج" في لندن، حالات الاكتئاب والقلق لدى حوالي نصف مليون شخص بالغ في المملكة المتحدة على مدى 11 عامًا، ووجدوا أنه كلما زاد تلوّث الهواء زادت حالات الاكتئاب والقلق.

كما وجدوا، في دراستهم التي نشرت في مجلة "الجمعية الطبية الأميركية للطب النفسي"، أن أولئك الذين يعيشون في مناطق ذات تلوث أعلى كانوا أكثر عرضة للإصابة بالنوبات، حتى عندما تكون جودة الهواء ضمن الحدود الرسمية.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كشفت دراسة بريطانية واسعة النطاق أن تلوّث الهواء يؤثر على مناطق الدماغ المرتبطة بالعواطف، ناهيك عن أضراره على المخّ والصحة العقلية أيضًا.

كما أفادت لجنة الآثار الطبية لتلوّث الهواء عام 2022، في يوليو/ تموز الماضي، بوجود أدلة على الارتباط بين تلوث الهواء والتدهور المعرفي والخرف.

وتأتي الدراسة الجديدة، في وقت تواجه فيه الحكومات انتقادات لتمريرها إرشادات جديدة ملزمة قانونًا لجودة الهواء، تسمح بأكثر من ضعف مستويات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) مقارنة بالأهداف المكافئة التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، سجّلت الوكالة الأوروبية للبيئة وفاة 238 ألف حالة مبكرة في دول الاتحاد الأوروبي عام 2020 بسبب التعرّض لجسيمات دقيقة من الهواء الملوّث.

وأوضح الباحث المتخصّص في سياسات التنمية والبيئة حسان التليلي، في حديث سابق إلى "العربي"، أن الجسيمات صغيرة ولا ترى بالعين المجرّدة، وتنتج بالأساس عن التلوث الصناعي وعوادم السيارات، وحرائق الغابات، والتدفئة عبر الخشب، وتتسبّب للإنسان بأمراض صحية كثيرة، منها الأمراض التنفّسية والسرطانية.

وأضاف الباحثون، في دراستهم الجديدة، أنهم يأملون في أن يأخذ صانعو السياسات النتائج التي توصلوا إليها في الاعتبار.

وكتبوا في دراستهم: "بالنظر إلى أن معايير جودة الهواء في العديد من البلدان لا تزال أعلى بكثير من أحدث إرشادات جودة الهواء العالمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية لعام 2021، يجب تنفيذ معايير أو لوائح أكثر صرامة للتحكّم في تلوث الهواء في صنع السياسات في المستقبل".

من جهتها، قالت آنا هانسل، أستاذة علم الأوبئة البيئية بجامعة ليستر والتي لم تشارك في البحث، لصحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الدراسة كانت دليلًا إضافيًا لدعم خفض الحدود القانونية لتلوث الهواء.

وأضافت: "تقدم هذه الدراسة مزيدًا من الأدلة على التأثيرات المحتملة لتلوث الهواء على الدماغ".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات