الجمعة 13 Sep / September 2024

الشعور بالذنب عقب وقوع الكارثة.. هذا ما نعرفه عن "عقدة الناجي"

الشعور بالذنب عقب وقوع الكارثة.. هذا ما نعرفه عن "عقدة الناجي"

شارك القصة

يسلّط "العربي" الضوء على شعور البعض بالذنب بعد النجاة من كارثة (الصورة: غيتي)
قد يشعر بعض الناجين من الكوارث الطبيعية أو الحوادث الأخرى بأنهم أقلّ سعادة على الرغم من نجاتهم، ويعود سبب ذلك إلى ما يسمى بـ"عقدة الناجي".

يواجه ناجون من الحروب والكوارث على غرار الزلازل المدمرة مشاعر سلبية مثل التوتر والإحباط تجعلهم أقل سعادة، ويعود سببها وفقًا لمتخصصين إلى ما يسمى بـ"عقدة الناجي" أو "ذنب الناجي".

هذه العقدة تُعد من تداعيات اضطرابات ما بعد الصدمة، وتبرز بعد حدوث الكوارث الكبيرة والحروب، أو حتى حوادث السيارات التي قد تؤدي إلى خسائر بالأرواح. حيث يمكن أن يعاني البعض من شعورٍ بالذنب كونهم نجوا من حدثٍ لم ينج منه الآخرون، ما يسبب لهم مشاكل نفسية.

ويعزو أخصائيون حدوث "عقدة الناجي" إلى أمور عديدة؛ منها الشعور بالندم، وعدم فعل ما يكفي لمنع وقوع مأساة معينة، والاعتقاد بأنه كان يجب بذل جهد أكبر لتجنب أو إصلاح الموقف، والشعور بالفشل في إنقاذ شخص معين.

في المقابل، ينصح خبراء بتصرفات بسيطة للتخلص من عقدة الناجي من الكارثة؛ منها المشي وتركيز الانتباه على ما نراه أو نشعر بها.

البعد الوجودي للحياة

ومن اسطنبول، يوضح استشاري الصحة النفسية حذيفة برهم أن الشعور بالنجاة والحياة له بعدٌ وجودي.

وبينما يقول إن "لدى معظم الناس ما يعرف بالحاجة الوجودية أو الهدف السامي لحياتهم"، يلفت إلى أن الناجي قد يفقد هذا المعنى.

ويستشهد بتعليق لشاب سوري خسر أسرته في زلزال تركيا وسوريا ونجا هو، حيث قال: "كلهم بخير إلا أنا". فوفق الاستشاري، "فَقَد هذا الشاب الأحبة، ويرى بالتالي أن الحياة أصبحت عبئًا ثقيلًا".

الشعور بالمسؤولية

إلى ذلك، يلفت برهم إلى أن الشعور بالذنب لا يقتصر على الناجين المباشرين من أي كارثة، موضحًا أن بعض المشاهدين الذين يواكبون أخبار الزلزال قد يشعرون بالندم خلال رؤيتهم بعض المشاهد المأساوية، فيما هم بخير ونجوا من الكارثة.

وفيما يصف الشعور بالذنب بأنه "شعور نبيل جدًا، يعلمنا من الماضي ويساعدنا على عدم الوقوع في الأخطاء نفسها وتعويض التقصير إن حدث"، ينبه إلى أن الشعور بالذنب في مثل هذه الكوارث يجعل الفرد يشعر وكأنه المسؤول الوحيد عما حدث.

الأعراض الذهنية 

ويوضح برهم أن الأشخاص الذين يعانون من "عقدة الناجي" لديهم قوالب معرفية معينة وأحكامًا مسبقة تمهّد لهم الطريق لهذه العقدة؛ منها نكران الذات، والشعور العارم بالمسؤولية، والمثالية أي من يريدون أن لا يخطئوا أبدًا، والعاطفة.

ويتابع الاستشاري أن "هؤلاء الأشخاص عاطفيون ويرون أن الألم هو الطريق الوحيد للتعبير عن الوفاء لمن رحلوا"، مردفًا بأن تكرر مثل هذه الأفكار والأعراض الذهنية يشكل أحيانًا ما يعرف باضطراب ما بعد الصدمة PTSD.

وهذه الأعراض إذا كانت بدرجة مقبولة تعدّ "مشاعر إنسانية"، ولكن في حال بدأت تؤثر على حياة الفرد مثل الاضطراب في النوم والأكل، وصعوبة مواصلة الحياة بشكل طبيعي، والاكتئاب الشديد، فتعدّ حنيها شعورًا مرضيًا بالذنب قد يقود في بعض الأحيان إلى التفكير بإنهاء الحياة للتخلص من هذا الإحساس العارم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close