الجلد هو أكبر عضو في جسم الإنسان، وتبلغ مساحته التقريبية عند البالغين حوالي مترين مربّعين، ويتكون من الماء، والدهون، والبروتين، والدم.
ويطلق على الجلد لقب الدرع، كونه بوابة الحماية الأولى من الجراثيم، والمنظم لدرجة حرارة الجسم، فيلعب دورًا أساسيًا في حماية الإنسان من الداخل والخارج، ولذلك يجب أن يكون بصحة جيدة.
لكن قد تظهر أحيانًا بعض البقع الملونة الغريبة والمؤلمة على الجلد، مصدرها في معظم الأحيان الكدمات التي تخلّف علامة سببها احتجاز الدم تحت سطح الجلد.
ما هي الكدمات؟
تتشكل الكدمات عندما تتعرض الأنسجة الرخوة تحت الجلد لإصابة خفيفة، ما يؤدي إلى نوع من التكسر في الأوردة الصغيرة تحت الجلد، وبدوره يتسبب في تسرب خلايا الدم الحمراء.
وتبقى هذه الخلايا داخل النسيج التالف، ما من شأنه خلق بقعة زرقاء، أو صفراء، أو حمراء، أو أرجوانية اللون تسمى الكدمة.
وتحدث هذه الكدمات بشكل أساسي عندما يسقط الشخص أو يصطدم بشيء ما أو يصاب بشدة بشيء ما، ما يؤدي إلى انفجار الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد.
وبينما تأخذ الكدمة وقتها لتلتئم، إلا أنها عادة ما تغير ألوانها وهو أمر طبيعي جدًا.
في هذا الإطار، توضح الدكتورة نافيا ميسور خبيرة الصحة العامة في نيويورك أن "الكدمة هي منطقة متغيرة اللون على الجلد، نتيجة تمزق الأوعية الدموية الكامنة بسبب ضربة أو تأثير ما".
ويمكن أن تُشعر الكدمات بالألم عند ظهورها لأول مرة، ويمكن أن يصاحبها بعض التورم. وعادة ما يستغرق التعافي منها حوالي الأسبوعين.
لكنّ بعض الكدمات يمكن أن تستمر لأشهر، وخلال فترة الشفاء، يعيد الجسم امتصاص الدم المتجمع الذي نتج عن تمزق الأوعية، قبل أن يتلاشى لون الكدمة.
ما هي مراحل الكدمة؟
عندما تتشكل الكدمة لأول مرة، عادة ما يكون لونها أحمر، وذلك بسبب الدم "الطازج" الموجود أسفل سطح الجلد مباشرة، وفق موقع "مانهاتن مديكال آلارتس".
ويستغرق الهيموغلوبين وهو البروتين الذي ينقل الأكسجين في الجسم، حوالي يوم أو يومين ليسهم في تغيير لون الكدمة، بحيث أن الأكسجين هو ما يعطي الدم اللون الأحمر في المقام الأول.
لذلك، عندما تتسبب الإصابة في فقدان الهيموغلوبين للأكسجين بسرعة، فإن اللون الأحمر يصبح داكنًا ويتغير.
فتشرح ميسور أنه "بعد الإصابة مباشرة، عادة ما تكون الكدمات حمراء أو أرجوانية، فهذا لون الدم المتجمع تحت الجلد.. وعندما تلتئم الكدمة، يقوم الجسم بتفتيت الدم المتراكم تحت الجلد من الأوعية المكسورة.. وعند حدوث ذلك تتحول الكدمة إلى ألوان مختلفة تتراوح من الأسود والأزرق والأخضر إلى الأصفر".
وعادة ما تتحول العلامة إلى اللون الأخضر أو الأصفر قبل أن تصبح نوعًا ما بنية اللون قبل أن تختفي تمامًا. ويحدث هذا التغيير اللوني عندما يعيد الجسم استخدام الحديد في الهيموغلوبين لتكوين خلايا دم حمراء جديدة.
فيتحول الهيموغلوبين غير المستخدم والمتحلل إلى صبغة خضراء تسمى بيليفيردين، والتي تتحول بعد ذلك إلى مركب أصفر أو بني فاتح يسمى البيليروبين.
ونظرًا لأن جميع هذه المكونات يتم امتصاصها أو تطهيرها من الجسم، فإن العلامة تتلاشى وتختفي.
من هم الأكثر عرضة للكدمات؟
يصاب الجميع تقريبًا ولأسباب مختلفة بالكدمات، لكن بعض الناس هم أكثر عرضة من غيرهم.
فعلى سبيل المثال، قد يكون كبار السن أكثر عرضة لظهور الكدمات الملونة عليهم، وذلك بسبب جلدهم الرقيق والأنسجة الرقيقة. فضلًا عن إصابتهم ببعض الأمراض والحالات الطبية التي تزيد من خطر إصابة الشخص بالكدمات، بحسب موقع "هاو ستاف ووركس".
أما الطريقة الأنسب للتخلص من الكدمات المزعجة، فهي لا تتعلق باستهلاك أي نوع من الأدوية، بل بإراحة المنطقة المصابة قدر الإمكان، ووضع الثلج على الكدمة فور حدوث الإصابة.
متى تكون الكدمات خطيرة؟
عادة لا تسبب الكدمات أي ضرر أو خطورة، ويمكن أن تلتئم دون أي علاج طبي في المنزل.
ولكن في مرحلة ما، يمكن أن تصبح الكدمة شديدة وتحتاج إلى رعاية طبية.
فمثلًا عند إحساس المريض بأن المنطقة المصابة مخدرة، يمكن أن تكون الذراع أو الساق أو المكان الذي ظهرت فيه الكدمة قد أثّرت على وظائف المفصل، أو العضلات، أو الأطراف.
كما ينصح موقع "نيوز ميديكال" باستشارة طبيب على الفور إذا بقيت الكدمة أكثر من أسبوعين أو كان موقعها بالقرب من العظم، أو الأعضاء الحساسة مثل الرأس أو الصدر.