دان الاتحاد الإفريقي مواقف الرئيس التونسي قيس سعيّد بشأن المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، ودعا دوله الأعضاء إلى "الامتناع عن أي خطاب كراهية له طابع عنصري قد يلحق الأذى بأشخاص".
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد طالب بطرد المهاجرين الذين لا يحملون وثائق قائلًا: إن الهجرة مؤامرة لتغيير التركيبة السكانية لبلاده، وإفقادها صفة الدولة العربية والإسلامية.
وفي تصريحاته التي ندّدت بها منظمات حقوقية، فيما لقيت إشادة من السياسي الفرنسي اليميني المتطرف إريك زمور، دعا سعيّد إلى "إجراءات عاجلة" لوقف تدفّق المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء، معتبرًا أن وجودهم في تونس مصدر "عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة".
"تتعارض مع روح المنظمة"
وأدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد في بيان الجمعة، "بشدة تصريحات السلطات التونسية الصادمة ضد مواطنينا الأفارقة، والتي تتعارض مع روح منظمتنا ومبادئنا التأسيسية".
وذكّر "جميع البلدان، لا سيما الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، بأن عليها الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي".
وأشار في هذا الإطار إلى "معاملة جميع المهاجرين بكرامة، من أينما أتوا، والامتناع عن أي خطاب كراهية له طابع عنصري قد يلحق الأذى بأشخاص، وإعطاء الأولوية لسلامتهم وحقوقهم الأساسية".
"وجودهم في البلاد يمثل تهديداً للأمن".. يميني متطرف يمتدح إجراءات الرئيس التونسي سعيد بحق المهاجرين غير النظاميين#تونس pic.twitter.com/lAGUL39uEh
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) February 22, 2023
وكرّر "التزام المفوضية بدعم السلطات التونسية لحل قضايا الهجرة بهدف جعل الهجرة آمنة وكريمة ونظامية".
إلى ذلك، قالت سفارة مالي في تونس الجمعة في بيان، إنها تتابع "باهتمام بالغ وضع الماليين" في البلاد، متحدثةً عن "لحظات مقلقة جدًا". ودعت الماليين إلى "الهدوء واليقظة" و"مَن يرغبون، بالتسجيل للعودة الطوعية".
"اتهامات لا أساس لها"
بدورها، أشارت وزارة الخارجية التونسية اليوم السبت إلى أنها فوجئت ببيان الاتحاد الإفريقي. ورفضت ما وصفتها بأنها "اتهامات لا أساس لها"، وقالت إنها أساءت فهم موقف الحكومة.
وأمر سعيد هذا الأسبوع قوات الأمن بوقف الهجرة غير النظامية وطرد جميع المهاجرين الذين لا يحملون وثائق، مما أدى – بحسب وكالة "رويترز" - إلى حملة اعتقالات أثارت الخوف على نطاق واسع في أوساط أبناء إفريقيا جنوبي الصحراء والتونسيين ذوي البشرة السمراء.
وبينما اتهم نشطاء سعيد بمحاولة "خلق عدو وهمي"، تنظم جماعات حقوقية مظاهرة اليوم السبت احتجاجًا على تصريحاته والإجراءات الصارمة ضد المهاجرين.
وتمثل تونس نقطة عبور لآلاف المهاجرين الوافدين من دول جنوب الصحراء في تجاه السواحل الأوروبية.
وبحسب بيانات معهد الإحصاء الحكومي في عام 2021، يبلغ عدد هؤلاء المهاجرين في تونس نحو 21 ألفًا و466 مهاجرًا.