تتربص "متلازمة الهرس"، التي لا تقل رعبًا عن أيّ مرض خطر، بالناجين من الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا فجر السادس من فبراير/ شباط الجاري. ومن هؤلاء من خسر حياته جراء المتلازمة ومنهم من ينتظر مصيره بين البتر أو الموت.
واكتشف عدد كبير من الناجين من الزلزال أنّ الموت الذي كان يلاحقهم تحت الأنقاض لم يستسلم لمجرد إنقاذهم، بل عليهم مواجهته في جولة أخرى، لكن هذه المرة من على سرير المستشفى.
فسقوط كتل ضخمة وضغطها على أطرافهم أو أعضاء من جسمهم فترة زمنية يعد سببًا رئيسيًا في مأساتهم الجديدة التي يواجهونها، وفقًا لمصادر طبية.
وتؤكد المصادر الطبية أن الإصابة بمتلازمة الهرس لا تتعلق بالمدة الزمنية، فقد يصاب بها شخص بسبب حادث سير إثر تعرضه لضغط قوي على أحد أطرافه أو أعضاء جسمه لثوان معدودة أو من الضغط على أطرافه لمدة يوم أو يومين أو أكثر، فالأمر يتعلق بحجم الأذية وكمية الطاقة المفرغة في الجسم خلال فترة ما.
ما هي متلازمة الهرس؟
- أغلب المرضى الذين لم يتوفوا تحت أنقاض الزلزال أصابتهم المتلازمة ومنهم من فارق الحياة.
- تنتج عن انقطاع التروية الدموية من طرف أو عضو ما فيموت.
- تؤدي إلى الفشل الكلوي واضطراب عملية الأيض وارتفاع نسبة البوتاسيوم وانخفاض الكالسيوم ما قد يؤثر على القلب.
- من أعراضها على الطرف الذي تعرض للضغط: شعور المريض بالتخدر ليتورم الطرف ويتغير لونه.
- نسبة الشفاء منها تتوقف على حجم أذى الطرف أو العضو المصاب ومدى توفّر جلسات غسل الكلى.
تداعيات المتلازمة
وفي هذا الإطار، توضح المختصة في الأمراض الباطنية زينة الخلايلة، أن متلازمة الهرس أو "الانحلال العضلي" تتكون عند حصول ضغط خارجي على العضلات التي تتشكل بدورها من بروتينات وألياف.
وتشير في حديث إلى "العربي"، من عمّان، إلى أنه فور حصول الضغط على أحد الأطراف فإنّ البروتينات السامة أو الأكثر سمية تنتشر في جميع أجزاء الجسم.
وتبين أن أهم البروتينات السامة هو الميوغلوبين الذي يعد السبب الرئيسي في حدوث القصور الكلوي أو الفشل الكلي الحاد، لا سيما بعد ترسبه في الكلى والأجزاء المسؤولة عن ترشيح الدم.
كما تلفت المختصة إلى أنّ القلب هو العضو الذي يمكن أن يتأثر نتيجة لاختلال في أملاح الدم لا سيما أن البوتاسيوم له علاقة مباشرة في كهربائية القلب.
وتخلص إلى ضرورة إعطاء المريض المحاليل المحلية الوريدية في إطار الإسعافات الأوليّة فور تعرضه للإصابة، مؤكدة أن هذا الأمر هو أهم جزء في العلاج، إضافة إلى طلب صور طبية وإجراء فحوصات لأملاح الدم بشكل عام.