أكّدت المنظمات الإغاثية في الشمال السوري أنها لن تستفيد من أيّ عملية لإلغاء قرار العقوبات المفروضة على النظام السوري، لإدخال المساعدات للمتضررين من الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من فبراير/ شباط الجاري.
ورأت تلك المنظمات أنّ المساعدات سيقع توجيهها إلى مناطق النظام، لا سيما أنّ خطوط الاشتباك والتواصل ما بين منطقة شمال غربي سوريا ومناطق سيطرة النظام السوري مغلقة بشكل كامل"، حسب ما أفاد مراسل "العربي".
"تخفيف مؤقت" للعقوبات
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن عن "تخفيف مؤقت" للعقوبات المفروضة على سوريا من أجل تسهيل وصول المساعدات إلى المتضررين من الزلزال.
وقال المجلس الأوروبي في بيان، إنّ المنظمات الإنسانية ولمدة 6 أشهر، لن تكون بحاجة للحصول على إذن مسبق من الدول الأعضاء في الاتحاد، وذلك لإرسال مواد أو تقديم خدمات للكيانات الخاضعة لعقوبات التكتل.
ولفت مراسل "العربي" من ريف إدلب، إلى أن هناك رفضًا شعبيًا كبيرًا جدًا لإدخال أي نوع من المساعدات عن طريق النظام السوري.
وأشار المراسل إلى أنّ المنظمات والجهات القائمة ترى أن أي إدخال لهذه المساعدات سوف يحرم منطقة الشمال السوري من أي مساعدات قد تدخل من باب الهوى، بحجة أن ذلك قد يخفف من عناء إدخالها إلى تركيا، والحصول على التصريحات التركية للدخول باتجاه منطقة الشمال السوري، كما حصل في الفترات السابقة.
وحسب مراسل "العربي" فإن المنظمات تقول إن النظام السوري منذ يوم الزلزال وحتى الآن تلقى أكثر من خمسين طائرة مساعدات من معظم الدول، مشيرة إلى أن النظام السوري قام ببيع هذه المساعدات في الأسواق بكميات كبيرة جدًا، لذلك تخشى هذه المنظمات من وصول أي مساعدات مخصصة لمنطقة شمال غرب سوريا إلى النظام السوري.
مئات العوائل في شمال #سوريا تفترش الطرقات بحثا عن من ينقذها بعد كارثة الزلزلال#العربي_اليوم تقرير: قحطان مصطفى pic.twitter.com/JK3TCXhA47
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 15, 2023
وأضاف أن عدد الشاحنات التي دخلت باب الهوى الحدودي بلغت حتى هذه اللحظة 275 شاحنة مساعدات، معظمها إغاثية، وأيضًا تحتوي على طحين ومولدات كهربائية وبعض مستلزمات الأطفال والخيام.
70 إصابة بمتلازمة الهرس
وفي سياق متصل، تطالب المنظمات الإغاثية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتكثيف عمليات إدخال الأدوية والأجهزة الطبية، حسب مراسل "العربي"، الذي أشار إلى أن هناك أكثر من 70 إصابة بمتلازمة الهرس وهي تهدد حياة المرضى في المستشفيات.
وتابع أن المعبر لا يزال مغلقًا أمام جميع الحالات المرضية باتجاه تركيا، مشيرًا إلى دخول طفلة واحدة فقط من الأراضي السورية باتجاه الأراضي التركية الخميس بعد التنسيق الطويل المسبق بحسب حكومة الإنقاذ.
وتضم قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا 289 شخصًا و70 مؤسسة بتهمة ممارسة القمع بحق المدنيين، وتشمل العقوبات تجميد الأصول وحظر السفر.
وفي 6 فبراير/ شباط الجاري ضرب زلزال مزدوج جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجات والثاني 7.6 درجات، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.