الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

لوحات لمارلين مونرو وماو تسي تونغ.. إقبال كثيف على معرض وارهول في طهران

لوحات لمارلين مونرو وماو تسي تونغ.. إقبال كثيف على معرض وارهول في طهران

شارك القصة

مارلين مونرو في متحف الفن المعاصر في طهران
مارلين مونرو في متحف الفن المعاصر في طهران (اسوشييتد برس)
في العقود الأخيرة، ومع تخفيف القيود الثقافية في إيران، أُعيدت حوالي 1500 قطعة فنية غربية من عصر الأسرة الملكية إلى المعارض وسط ضجة كبيرة.

منذ أشهر يتدفّق الإيرانيون في طهران إلى متحف الفن المعاصر للاستمتاع بأعمال فنية شهيرة لفنان البوب الأميركي آندي وارهول، بينما ينتقد المتشددون في إيران ما يصفونه بـ"تسميم المجتمع الإسلامي بالثقافة الغربية".

ويعرض المتحف مجموعة من 18 عملًا كلاسيكيًا من أعمال وارهول، والتي يمكن التعرف عليها من النظرة الأولى: صور الشاشة الحريرية للزعيم الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ، ولنجمة هوليوود الراحلة مارلين مونرو، ولوحات من علب "حساء كامبل"، ونسخة غرافيك قديمة للسيدة الأميركية الأولى السابقة جاكلين كينيدي.

صور الشاشة الحريرية للزعيم الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ
صور الشاشة الحريرية للزعيم الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ (غيتي)

ووفقًا لوكالة "اسوشييتد برس"، يستمرّ معرض "مراجعة لأعمال وارهول"، الذي افتُتح في يونيو/ حزيران، حتى يوم غد الأحد.

وقد أجبر فيروس كورونا المستجد، الذي أودى بحياة أشخاص في إيران أكثر من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط، المشرفين على المتحف على إغلاق أبوابه أمام محبي وارهول لبضعة أسابيع في أغسطس/ آب.

وقالت فاطمة رضائي: "أحب هذه اللوحة"، بينما كانت تتمعّن بلوحة مارلين مونرو، التي أنتجها وارهول عام 1962 بعد وقت قصير من انتحار الممثلة. وأضافت رضائي: "من خلال النظر إلى اللوحة، تخيّلت قصة حياة مارلين مونرو. إنها تجعل مفهوم الموت ملموسًا بالنسبة إلي".

ولشدة إعجابها بالمعرض، سافرت رضائي، وهي معلمة متقاعدة، بالطائرة من مدينتها شيراز الجنوبية مرتين، لرؤية أعمال وارهول.

وقالت: "اختياره للألوان رائع، ويوصل من وجهة نظري مزيجًا من المشاعر مثل الكآبة والفناء".

تخفيف القيود الثقافية ولكن باستثناءات

وأعمال وارهول المعروضة في طهران، هي ضمن مجموعة فنية تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات، ومحفوظة في قبو متحف طهران.

فمع ازدهار النفط في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، استحوذت طهران على آلاف القطع الفنية لفنانين منهم مونيه، وبيكاسو، وجاكسون بولوك.

وبعد الثورة الإسلامية التي أطاحت بالنظام الملكي عام 1979، ووصول رجال الدين إلى السلطة، حظر الحكم الديني الجديد الفن الحديث، ووضع الأعمال الفنية الشهيرة في المخازن.

ولكن في العقود الأخيرة مع تخفيف القيود الثقافية، أُعيدت  حوالي 1500 قطعة فنية غربية -من عصر الأسرة الملكية- إلى المعارض وسط ضجة كبيرة. وعام 2015، وضع المجلس البلدي لطهران على اللوحات الإعلانية في المدينة صور مئات الأعمال لرسّامين أميركيين عظماء، من روثكو إلى هوبر، فتحوّلت العاصمة الإيرانية المترامية الأطراف إلى معرض عملاق في الهواء الطلق.

ومع ذلك، لم تُعرض أعمال وارهول الأكثر جرأة، مثل أفلامه التجريبية المثيرة للجدل، في طهران. عام 2005. وعندما عرض المتحف مجموعته الكاملة من الأعمال الفنية الأميركية والأوروبية في القرن العشرين، تمّ إخفاء قطع مختارة -بما في ذلك عارية رينوار- لتجنّب الإساءة إلى المشاعر الإسلامية المحافظة.

لم تُعرض أعمال وارهول الأكثر جرأة
، لم تُعرض أعمال وارهول الأكثر جرأة (غيتي)

ترحيب استثنائي

ومع ذلك، بدا الجمهور في طهران، الأربعاء، راضيًا عن الأعمال الفنية لوارهول الحريرية التي تحدّت الأصولية من خلال تصوير موضوعات استهلاكية في أوائل الستينيات.

وقال المتحدث باسم المتحف حسن نوفيرستي: "لقد رحّب الناس بشكل استثنائي بمعرض لوحات أندي وارهول"، مشيرًا إلى أن توافد الحشود وسط وباء كورونا، تطلب تحديد سقف عدد الزوّار في الساعة الواحدة".

وأشاد أحد الزوّار، وهو طالب علم الأحياء الدقيقة ويبلغ من العمر 21 عامًا، يرتدي قميصًا أسود ويشدّ شعره على شكل ذيل حصان، بسلسلة لوحات ماو تسي تونغ. وقال: "عندما يصور فنان ما ديكتاتورًا في عمل فني، يبدو وكأن هذا الدكتاتور قد أُسقط من موقعه المقدس".

وينتهي المعرض الأحد، لكن نوفرستي قال إن المتحف يخطط لعرض مزيد من أعمال وارهول والفنانين الغربيين قريبًا.

الفن فقط

وعلى الرغم من غياب العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة، واحتدام الأعمال العدائية بين البلدين منذ عام 1979، إلا أن النسخ المقرصنة لأفلام هوليوود والموسيقى الغربية لا تزال تحظى بشعبية في البلاد، ولا سيما بين الشباب في المدن.

رحّب الإيرانيون بشكل استثنائي بمعرض وارهول
رحّب الإيرانيون بشكل استثنائي بمعرض وارهول (غيتي)

وتصاعدت التوترات مع الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، حيث أدى انتخاب الرئيس إبراهيم رئيسي إلى وصول المتشددين إلى السلطة. لكن في معرض طهران الأنيق ذي الجدران البيضاء هذا الأسبوع، لم يكن هناك حديث عن التوترات السياسية أو العقوبات الأميركية.

"كان هناك فنانون عظماء في التاريخ، ومن الجيد أن نتمكن من رؤية أعمالهم الفنية هنا"، يقول كوروش أمين زاده، طالب الغرافيك البالغ من العمر 20 عامًا، والذي يزور المعرض للمرة الثانية.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close