قد نتساءل لماذا نتثاءب على الفور عندما يتثاءب شخص ما أمامنا. موقع "ميديكال إكسبرس" نشر في هذا الإطار تقريرًا شرح فيه أن ما يحدث في هذه الحالة مرتبط بنوع محدد من الخلايا العصبية تدعى الخلايا العصبية المرآتية، التي تشارك في عمليات التعلم والتعاطف والتقليد.
دور الخلايا العصبية المرآتية
وتذهب نظريات علمية إلى أن التثاؤب المعدي ينتج عن تلك الخلايا العصبية المرآتية التي اكتشفها عالم الأحياء العصبية الإيطالية جياكومو ريزولاتي.
وتكمن أهمية وجود هذه الخلايا العصبية في الدور الذي تلعبه في التعلم عن طريق التقليد والمراقبة واكتساب اللغة وتنمية التعاطف والسلوك الاجتماعي. وهي تسمح بفهم تصرفات الآخرين وعواطفهم.
خلايا دماغية مترابطة
ويشرح استشاري الدماغ والأعصاب أحمد خليفة أن الخلايا العصبية المرآتية موجودة في أربع مناطق في الدماغ، مشيرًا إلى أن الفص الجبهي وأسفله مسؤول عن المبادرة والإرادة، فيما تفهم منطقة الدماغ ما قبل الحركية أداء الحركة. وتستقبل المنطقة الخلفية الحسية مستقبلات بصرية وتفهم ما يراه الشخص. أمّا المنطقة الرابعة وهي المنطقة الصبغية فتفهم ما يسمعه الشخص. وتساعد هذه المناطق الأربع الإنسان على فهم ما يحدث حوله.
ويلفت خليفة في حديث إلى "العربي" إلى أن الخلايا مترابطة في الدماغ الذي يضم مئة مليون خلية متخصصة، مشيرًا إلى أن الخلايا المرآتية مسؤولة عن التعلم حيث تؤخذ المعلومات من خلال السمع والنظر وتخزن وتفهم في المنطقة الخلفية وتترسخ من خلال التكرار، فيتفاعل الفرد مع المعلومة ويتصرف عندما يتعرض لها مرة جديدة.
كما يشرح المتخصص أن أي خلل في الخلايا العصبية قد يتسبب في بعض الأمراض العصبية مثل التوحد والفصام وغيرها.
ويوضح أن الحركة الانفعالية التي يظهرها الإنسان ترتبط بالسلوك التعاطفي. فعندما يرى أحدهم مجموعة من الأشخاص يضحكون فقد يضحك أو يبتسم بشكل تلقائي.
وبحسب خليفة، فالأطفال يتعلمون من خلال التقليد بمساعدة هذه الخلايا العصبية المرآتية.
