شارك عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة، الخميس، في وقفة دعمًا للأسرى وللمطالبة باسترداد الجثامين المحتجزة من قبل إسرائيل، فيما شهدت الضفة الغربية المحتلة اقتحامات لجيش الاحتلال واعتقالات جديدة.
فقد نظمت لجنة الأسرى في ائتلاف القوى الوطنية والإسلامية الوقفة بالتعاون مع وزارة الصحة بالقطاع (تديرها حركة حماس)، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ووضع عدد من أفراد الطواقم الطبية المشاركين في الوقفة مجموعة من نقالات المرضى، مثبتين عليها صورًا للأسرى الذين يعانون من أوضاع صحية صعبة.
إهمال طبي داخل سجون الاحتلال
وقال ممثل حركة "الجهاد الإسلامي" في لجنة الأسرى، ياسر مزهر: "إن الاحتلال ما زال يمارس سياسة الإهمال الطبي داخل السجون وبقرار من أعلى الهرم لديه". وأضاف في كلمة خلال الوقفة: "داخل السجون أكثر من 700 أسير مريض منهم 24 مصابون بالسرطان، و300 بحاجة لعمليات جراحية".
كما دعا كافة المؤسسات الدولية الصحية، إلى "الوقوف عند مسؤولياتها إزاء ما يتعرض له الأسرى داخل السجون".
من جهته، أشار المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة إلى أن "الأسرى يعيشون داخل السجون بين مقصلة الإجراءات التعسفية وسياسة الإهمال الطبي".
الأسرى يواجهون أبشع الجرائم
وقال في كلمة خلال الوقفة التي تأتي ضمن سلسلة فعاليات تنظمها لجنة الأسرى، إحياءً ليوم الأسير الفلسطيني في17 أبريل/ نيسان من كل عام: "ما زال الأسرى يعانون من أبشع الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحقهم، حيث يزيد معاناتهم الإهمال الطبي وسياسة القتل البطيء".
وأكّد أن الأسرى في ظل الحكومة الحالية، "يعيشون أوضاعًا يصعب وصفها حيث يكابدون إجراءات دخلت مرحلة أكثر قسوة وتتوعدهم بسلب ما تبقى من حقوقهم".
وذكر أن الأسرى "يواجهون وحدهم أشرس الأمراض فيما يبقى مصيرهم مجهولًا (...) وأبرزهم خضر عدنان (مضرب عن الطعام لليوم 68 رفضًا للاعتقال الإداري) ووليد دقة (مصاب بالسرطان) حيث يعانيان من وضع صحي صعب".
كما ندّد القدرة بمواصلة إسرائيل احتجاز عدد من جثامين الأسرى الذين قضوا داخل السجون، واصفًا هذه السياسة بـ"التحدي السافر للمواثيق والقوانين الدولية".
وتحتجز إسرائيل نحو "11 جثمانًا لأسرى فلسطينيين استشهدوا داخل السجون الإسرائيلية"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
كما يقبع في 23 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق، نحو 4800 أسير فلسطيني، منهم 29 أسيرة و170 طفلًا وقاصرًا، و700 مريض وبين الأسرى معتقلون منذ عقود.
اقتحامات واعتقالات في الضفة
وفيما يطالب الفلسطينيون بنصرة أسراهم، لم تتوقف إجراءات الاحتلال حيث نفذ اقتحامات منذ فجر اليوم أبرزها في منطقة طمون في الجهة الجنوبية من منطقة طوباس على حدود الأغوار الفلسطينية، بحسب مراسل "العربي" في رام الله.
وأوضح أن اشتباكات مسلحة اندلعت عقب الاقتحام قبل أن يقوم جيش الاحتلال بدفع تعزيزات عسكرية أخرى إلى المكان.
وأطلق جيش الاحتلال قنابل صوت وغاز ورصاص حي ثم انسحب عقب عمليات تفتيش ومداهمات لمنازل في هذه القرية.
وفي بلدة العوجا القريبة من أريحا في الأغوار الفلسطينية نفذ جيش الاحتلال مداهمات لمنازل مواطنين واعتقل خمسة شبان نُقلوا إلى جهة مجهولة. كما اقتحم مدينة الخليل وقطع طرقًا.
وشهدت مناطق في جنين ولاسيما منطقة جلبون اقتحامًا ومداهمات من قبل جيش الاحتلال الفلسطيني حيث احتجز عددًا من الشبان على الحواجز العسكرية بين نابلس وجنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب مراسلنا، ففي تطور لاحق عند حاجز بيت فوريك في نابلس شمالي الضفة المحتلة، قام مستوطنون بمهاجمة مركبة فلسطينية تستقلها عائلة تضم أطفالًا تحت حماية عناصر جيش الاحتلال المتواجدة على الحاجز وحاولوا الاعتداء على العائلة وأُحرق جزء من المركبة قبل أن يتمكن صاحبها من الانسحاب من الموقع.