الجمعة 13 Sep / September 2024

يستنشقون "الموت".. إسرائيل تحاصر ملايين الفلسطينيين بسموم النفايات

يستنشقون "الموت".. إسرائيل تحاصر ملايين الفلسطينيين بسموم النفايات

شارك القصة

يعيش ملايين الفلسطنيين تحت تهديد سموم القمامة في الضفة الغربية
يعيش ملايين الفلسطينيين تحت تأثير سموم القمامة في الضفة الغربية - غيتي
يجبر الاحتلال الإسرائيلي ملايين الفلسطينيين على استنشاق عفن القمامة، وذلك من خلال محاصرتهم بالمكبات التابعة لمصانعه.

تهدد إسرائيل صحة ملايين الفلسطينيين من خلال إغراق الضفة الغربية وأراضيهم، بأكثر من 70 مكبًا غير رسمي للنفايات، غالبيتها في مدن وقرى فلسطينية مكتظة بالسكان. 

وبعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية بعد حرب 1967، دون ضمها بشكل رسمي، تسلمت السلطة الفلسطينية إدارة منقوصة للضفة، تشكل نحو 40% من المنطقة بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو للسلام عام 1993.

وقضت الاتفاقية بتقسيم الضفة لمناطق "ألف"، و"باء"، وكذلك "جيم"، الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، حيث تقع فيها غالبية المناطق التي تصلح لتكون مواقع لمكبات صحية، ما يعني أن الاحتلال لا يسمح بإقامة المكبات الفلسطينية في مثل هذه المناطق.

وفي حين أن المناطق غير المأهولة، التي تشكل أمكنة مناسبة لإنشاء مكبات مطابقة لمعايير السلامة نادرة في المناطق التابعة للسلطة الفلسطينية، تضاعف عدد السكان في الضفة المحتلة من مليون إلى 3 ملايين منذ اتفاقية أوسلو، وباتوا يعيشون جميعًا تحت تهديد سموم القمامة. 

وعملت سلطات الاحتلال أيضًا على تلويث البيئة الفلسطينية، من خلال مصانعها في المستوطنات المنتشرة في أرجاء الضفة الغربية المحتلة. 

وتلقي هذه المصانع نفاياتها في مكبات تابعة للتجمعات الفلسطينية، وبالقرب من الأراضي الزراعية، والمناطق السكنية، ومن بين هذه المكبات، تلك الموجودة في بلدات البيرة، والعيزرية ويطا.

"الأكثر انتاجًا للنفايات"

وأدت الممارسات الإسرائيلية التعسفية أيضًا، إلى نقص المساحة المتاحة لإنشاء المكبات، نتيجة المصادرة والإغلاقات والمضايقات، التي تمارسها سلطات الاحتلال.

ومما يصعب التخلص بأمان من الكميات المتزايدة من النفايات، هو العجز المالي في الميزانية الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية، والذي قدر بـ770 مليون دولار لعام 2022، وهو ما يمثل 7.5% من إجمالي الميزانية العامة، إضافة إلى اتهامات الفساد التي تلاحق هذه السلطة. 

وتعد إسرائيل ذاتها من بين أكثر "الدول" في العالم إنتاجًا للنفايات، والأولى على مستوى العالم في إنتاج النفايات البلاستيكية، التي تستخدم لمرة واحدة.

وساهم هذا الوضع المركب، في تفاقم أعداد المكبات غير الرسمية، وما تتركه من مشاكل صحية وبيئية، في حين تعتمد عدة بلديات فلسطينية على مثل هذه المكبات، لأن المسؤولين يقولون إنه "لا يوجد خيار آخر، فيما تغرق الطرق بالقمامة"، وغالبًا ما يقوم السكان باحراقها بالقرب من منازلهم، لتنتج أبخرة سامة، تقتل الإنسان والحيوان. 

أزمة المستوطنات

كما أدى هذا الوضع أيضًا إلى صراع بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، إذ توقف مشروع مكب نفايات قيمته 15 ميلون دولار أميركي، بسبب تأخيرات قانونية وإدارية، بما في ذلك دعوى قضائية رفعها مستوطنون إسرائيليون، يطالبون بموقع المكب لخدمة السكان، فيما ترفض السلطة هذا المطلب، نظرًا لعدم اعترافها بشرعية المستوطنات. 

واعتقلت سلطات الاحتلال رئيس بلدية الظاهرية السابق، بهجت جبارين، عندما حاول نقل النفايات إلى الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، وتم احتجازه لساعات تحت تهديد السلاح، كما صودرت جرافتان وشاحنة قمامة، تابعة لمكب للبلدية لمدة أسابيع، بينما أجبر الاحتلال مسؤولي مكب المنيا قرب بيت لحم، على قبول نفايات المستوطنات، التي تقدر بقرابة 140 طنًا يوميًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close