لا تنقطع الحافلات عن الوصول نهارًا وليلًا إلى مصر حاملة نازحين سودانيين، بعدما تركوا كل شيء وراءهم للنجاة بحياتهم، والأقسى عليهم هو أنهم لا يعلمون كم ستطول هذه الرحلة.
بدورهم، يُظهر أهالي المدن الحدودية الجنوبية في مصر تضامنًا واسعًا مع معاناة النازحين. فالعادات والتقاليد والإرث الثقافي والحضاري المشترك، كلها عوامل تجعل من الحدود السياسية مجرد تراب أمام الإنسانية.
مبادرات وتضامن
في مدينة أسوان الواقعة جنوبي مصر، يستضيف أمين نحو 40 نازحًا من الحرب في السودان داخل منزل عائلته متعدد الطوابق.
ويطلق الرجل مبادرة تدعو إلى تخفيف أعباء السكن والتضامن مع النازحين في ظل الظروف الحالية.
فيشير إلى الطلب الذي ارتفع قليلًا، ليلفت في المقابل إلى أهمية عدم ارتفاع "سعر العرض"، داعيًا إلى الأخذ بالاعتبار معاناة النازحين وإمكانية أن تطول الأزمة.
وعلى غرار أمين، أطلق العديد من الأهالي مبادرات للسكن والنقل المجاني وتوفير الخدمات المختلفة يشارك فيها متطوعون حتى من خارج مصر.
كما فتحت مدرسة سودانية قريبة فصولها لاستضافة المزيد من العائلات النازحة.
ومنذ بدء الحرب، نزح إلى مصر من خلال المعابر البرية أكثر من 14 ألف سوداني. وفيما ظهرت مع هؤلاء أزمة إقامتهم، استغل البعض الأمر ليغالي في أسعار الإيجارات والمواصلات، التي تضاعفت لتزيد معاناة الآلاف في رحلة النزوح والسفر القاسية.
