الجمعة 13 Sep / September 2024

تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية.. شهيد جديد برصاص مستوطن وهدم مدرسة بالضفة

تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية.. شهيد جديد برصاص مستوطن وهدم مدرسة بالضفة

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" تسلط الضوء على أسباب سياسة القتل والتصعيد المتواصلة لحكومة الاحتلال (الصورة: غيتي)
استُشهد الشاب الفلسطيني ديار عمري من قرية صندلة داخل الخط الأخضر، فيما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تحدي 5 الأساسية في الضفة.

يتواصل التصعيد الأمني والعسكري الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية المحتلة وداخل الخط الأخضر، حيث أفادت مصادر إعلامية فلسطينية عن استشهاد شاب أمس السبت برصاص مستوطن في قرية صندلة في الداخل الفلسطيني.

ووفق موقع "عرب 48"، فقد أقدم مستوطن على إطلاق النار على شاب عربي من صندلة، وأرداه شهيدًا بعد عراك بينهما في الشارع.

وذكر الموقع أن الشاب هو ديار عمري (20 عامًا) من صندلة، واستشهد برصاص مستوطن قرب البلدة في منطقة مرج ابن عامر.

الشهيد الشاب ديار عمري من قرية صندلة داخل الخط الأخضر
الشهيد الشاب ديار عمري من قرية صندلة داخل الخط الأخضر - وسائل التواصل

وجاء في التفاصيل، أن الجريمة ارتكبت قرب مدخل مستوطنة "غان نر" الواقعة قرب بلدتي صندلة والمقيبلة.

وأظهر توثيق مصور تهجم الإسرائيلي على الضحية، حينما كان داخل سيارته، وفي أعقاب ذلك وقع عراك بينهما في الشارع.

وإثر ذلك، أعلن في صندلة عن الإضراب العام والشامل اليوم الأحد، احتجاجًا على جريمة الإعدام.

وزعم القاتل وهو جندي سابق في وحدة "جولاني" بالجيش الإسرائيلي، وقد عاد قبل أيام من خدمته كجندي احتياط، خلال التحقيق معه أنه "أطلق النار على عمري دفاعًا عن النفس"، مدعيًا أنه "تعرض لاعتداء وأطلق النار بعدما شعر بالخطر على حياته"؛ وذلك حسبما نقلت مصادر إسرائيلية.

ولاحقًا، تظاهر العشرات من صندلة على مدخل البلدة احتجاجًا على إعدام الشاب عمري، كما رددوا هتافات منددة بإعدامه.

وجاء في بيان نعي عن عائلته "تزف عائلة عمري في صندلة وأرجاء فلسطين داخل الوطن والخارج إلى شعبنا الفلسطيني الشهيد الشاب، ديار عمري، الذي ارتقى برصاص مستوطن إرهابي إسرائيلي بدم بارد اليوم السبت".

وأضاف البيان: "نرحب بأبناء شعبنا للمشاركة بجنازة الشهيد ديار، وذلك يوم الأحد بعد صلاة العصر. المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار".

وختمت العائلة بيانها "الحرية لمعتقلي قرية صندلة الذين اعتقلتهم شرطة القمع في أعقاب الغضب العادل على جريمة القتل".

"جريمة عنصرية ونكراء"

وفي ردود الفعل، اعتبر النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، في بيان مقتضب صدر عن مكتبه، أن "إعدام الشاب ديار عمري من صندلة جريمة عنصرية ونكراء، وجريمة بدم بارد وإطلاق النار عن بعد دون وجود أي خطر".

من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان السبت: إن "شعبنا البطل لن يمرر جرائم الاحتلال ومستوطنيه بلا رد، وسيصعد مقاومته ردًا على جرائم الاحتلال وثأرًا لدماء الشهيد عمري وكل أبطال شعبنا وآخرها تلك التي روت ثرى نابلس وطولكرم، فدماء أبناء شعبنا ليست رخيصة، وسيدفع العدو الثمن غاليًا".

ودعت حماس الشعب الفلسطيني في داخل الخط الأخضر إلى مواجهة الاحتلال ومستوطنيه، والثأر لدماء الشهيد عمري والشهداء الأبرار.

كما دعت إلى مواصلة النفير وشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لأبشع حملة تهويد واستهداف صهيوني غاشم.

"عملية عسكرية بالضفة الغربية"

وفي سياق متصل، تبحث الأجهزة الأمنية الإسرائيلية شن عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية المحتلة للقضاء على المقاومة الفلسطينية.

وأوضحت وسائل إعلام عبرية أنّ النقاشات الإسرائيلية في مرحلة متقدمة، لكن وزير الأمن يوآف غالانت لم يبلور الموقف النهائي بعد.

وأفاد مراسل "العربي" بأنّ تلك النقاشات تأتي في ظل تزايد الجدل والخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، بشأن التعامل الأمني في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في ضوء مطالبة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بشن عمليات أكثر في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشار المراسل إلى أنّ العملية العسكرية المسماة "كاسر الأمواج" التي أطلقها الاحتلال لا تزال مستمرة في الضفة الغربية، لكن "يبدو أنها فشلت في مهمة القضاء على المقاومة الفلسطينية"، لذلك يبحث الاحتلال إطلاق عملية جديدة.

ما الذي يريده الاحتلال الإسرائيلي؟

وفي هذا الإطار، يرى عمر عساف منسق المؤتمر الشعبي الفلسطيني أن الاحتلال يريد أن يشن حربًا شاملة على الفلسطينيين كي يركعوا لإرادته، مشددًا على أن هذا الأمر مستحيل، لأن الاحتلال جرب هذه الأساليب عشرات المرات، وظن واهمًا أن ما كان يتصوره من هدوء هو الحالة الطبيعية، لكن الشعب الفلسطيني يقول اليوم إن الوضع الطبيعي هو الاشتباك مع الاحتلال، والدفاع عن الأرض، والمواجهة.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من رام الله وسط الضفة الغربية، أن كل ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية، يشكل حربًا شاملة على الشعب الفلسطيني على مختلف الأصعدة.

ويتابع أن الاحتلال يريد أن يقضي على أية مقاومة فلسطينية، ويريد أن يسود ما يسميه بالسلام الاقتصادي والتنسيق الأمني ونهج أوسلو وعدم مواجهة الاحتلال بأي حال من الأحوال.

ويشدد عساف على أن تصاعد المقاومة ضد الاحتلال، يشكل اختبارًا حقيقيًا للإسرائيليين تجاه ما يسمونه بقدرة الردع الإسرائيلية، موضحًا أن الاحتلال في صراع بين أنه يريد أن يسترد ما يسمى بقوة الردع التي تآكلت إلى درجات كبيرة من جانب، ومن جانب آخر لا يريد أن يتورط في حرب شاملة.

الاحتلال يهدم مدرسة في الضفة

وفي الضفة الغربية، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، مدرسة تحدي 5 الأساسية بمنطقة "جيب الذيب" في بيت تعمر، شرق بيت لحم.

وأفاد مدير التربية والتعليم في بيت لحم بسام جبر  بأن قوة من جيش الاحتلال ترافقها آليات عسكرية اقتحمت بيت تعمر، وحاصرت مدرسة تحدي 5، وأغلقت المنطقة بشكل كامل ومنعت المواطنين من الوصول إليها قبل أن تهدم المدرسة، وتستولي على محتوياتها.

وأضاف لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، أن المدرسة تضم نحو 60 طالبًا من الصف الأول وحتى الرابع، وكانت قد تعرضت للهدم عام 2017 قبل أن تبنى من جديد في العام ذاته.

من جانبه، أشار مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، إلى أن محكمة الاحتلال المركزية أصدرت قرارًا بهدم المدرسة في شهر مارس/ آذار الماضي، بعد أن رفضت التماسًا قدمته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ومؤسسة "سانت إيف" الحقوقية، لوقف هدم المدرسة. 

وأضاف أن المدرسة تقع على مساحة 8 دونمات تبرع بها أفراد من عشيرة الزواهرة، بأوراق ثبوتية مسجلة في "الطابو"، وبنيت من الطوب والصفيح، وتخدم طلبة من مناطق جيب الذيب، والزواهرة، والوحش، أبو محيميد.

وإثر ذلك، دارت مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال في محيط المدرسة، أطلقت خلالها الأعيرة النارية، وقنابل الصوت والغاز السام، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، حسب "وفا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وسائل إعلام فلسطينية
تغطية خاصة
Close