أعلنت شركة "قطر للطاقة" الثلاثاء أنها وقعت اتفاقية مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC) لتزويدها الغاز الطبيعي المسال لمدة 27 عامًا، في ثاني اتفاقية طويلة الأمد مع الصين في أقل من عام.
وخلال مراسم أُقيمت في الدوحة، قال الرئيس التنفيذي لشركة "قطر للطاقة" وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي: إنه بموجب الاتفاق "ستورد قطر 4 ملايين طن سنويًا من الغاز الطبيعي من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي إلى الصين على مدى 27 عامًا".
وأشار إلى توقيع اتفاقية أخرى لبيع وشراء أسهم تنضم بموجبها الشركة الصينية كشريك في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، ضمن أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم.
وأمس الإثنين، أوضح مصدر لوكالة رويترز أن الحصة التي ستستحوذ عليها الصين في التوسعة الشرقية لمشروع حقل الشمال للغاز الطبيعي المسال تعادل 5% من وحدة واحدة للغاز المسال بسعة 8 ملايين طن سنويًا.
وكانت قطر للطاقة قد أعلنت سابقًا أنها قد تبيع ما يصل إلى 5% من حصصها في وحدات الغاز المرتبطة بتوسعة حقل الشمال لمن وصفهم سعد الكعبي بأنهم "شركاء يمثلون قيمة مضافة".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن رئيس مجلس إدارة "قطر للطاقة"، أن "الشركة وقعت اتفاقية بيع وشراء مدتها 27 عامًا مع شركة سينوبك الصينية"، وهي الاتفاقية الأطول في تاريخ صفقات الغاز الطبيعي المسال.
ومع احتدام المنافسة على الغاز الطبيعي المسال، أبرمت ألمانيا العام الماضي صفقة مدتها 15 عامًا للحصول على إمدادات من شركة قطر غاز اعتبارًا من عام 2026، وهي الأولى من نوعها إلى أوروبا من مشروع توسعة حقل الشمال القطري.
#قطر توقع اتفاقية لتزويد #ألمانيا بمليوني طن من الغاز الطبيعي سنويا، لمدة 15 عاما تقرير: علي القيسية pic.twitter.com/zVTce2bpXJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 29, 2022
"أكبر مصدر للغاز"
ووقعت شركة قطر للطاقة العام الماضي، خمس صفقات لحقل الشمال الشرقي الذي يمثل المرحلة الأولى والأكبر من خطة توسعة حقل الشمال المكونة من مرحلتين، وتشمل ستة قطارات (مرافق تسييل وتنقية) للغاز الطبيعي المسال من شأنها زيادة قدرة التسييل في قطر من 77 مليون طن إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.
كما وقعت لاحقًا عقودًا مع ثلاثة شركاء لحقل الشمال الجنوبي وهو المرحلة الثانية من التوسعة.
وقطر هي أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وزادت المنافسة على الغاز الطبيعي المسال منذ بداية حرب أوكرانيا إذ تحتاج أوروبا على وجه الخصوص إلى كميات هائلة للمساعدة في إحلال الغاز الروسي الذي كان يشكل ما يقرب من 40% من واردات القارة.
كما وقعت قطر للطاقة اتفاقات لبيع حصص في المشروع مع شركات نفط عالمية، لكنها قالت إنها تعتزم الاحتفاظ بحصة 75% في مشروع توسعة حقل الشمال، والذي سيتكلف ما لا يقل عن 30 مليار دولار بما يشمل بناء منشآت لتصدير الغاز الطبيعي المسال.
ومع توتر علاقات الصين مع الولايات المتحدة وأستراليا، أكبر منافستين لقطر في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال، ترى شركات الطاقة الوطنية الصينية بشكل متزايد أن قطر ملاذ أكثر أمانًا للاستثمار في الموارد.